نَوارِسُ قَلْبْ - يوسف الديك

ما زالَ أمامي من أيامي
ما يكفي للحبّ ...
ما زالَ الضوءُ / القتديلُ ..هناكَ ...
قريباً من أوَّلِ سطرٍ في الدهشةِ
ليس بعيداً عن آخر لحظات الحلم ..
وبين ضلوعي يتراقص مع خفقات ذبالته / القلبْ .
ما زلتِ كما أنتِ ....
تحبين الرقصَ الشرقيّ وراء الأبواب المغلقةِ
تنوئين بأحمالَ الدنيا الفجّة
والرغبات المثقلة بشوقِ نوارس عادت متعبة للبحر
فغافلها الموجُ الآتي من آخرِ أصقاع النزف ،
وهسهسهةِ الليل ،
وراء ضبابِ القفص الصدريّ ...
المتخم بالصور وبالأسماء الكاملة لعشّاق مرّوا فرحين
وعشاق ماتوا في الدهشة ...
رسموا فوق سطوح الموج شفاهً يبسّها الحرمان ..
وبعض حروفِ الهذيان بأوج الحمّى ...
وأنين البوح الصعبُ .
كلّ نوارسهم عادت ...
لكن والله نوارس قلبي ..لم ترجعْ .
فأنا ..
ما زال أمامي من أحلامي ما يكفي لنحيبٍ لو أفلتُّ الخيط ...
سيدمي وجه الكرة الأرضية ... يزرعها شجراً و بكاء .
وتخون الأنهار منابعها لتراود عينيَّ عن المنسكب ...
بأقنية الخدين كشلالاتٍ لم تمسَسها أرضٌ من قبل ،
ولا خضّبها ..في ليل العرسِ / الحنّاء . ...
نوارس قلبي ، .. مثل الرئة اليسرى
تسأل عن راحتِها .. فيما تيسّر من همسٍ وسكونٍ
ما عادت تحتمل ضجيج الخفقات ...
ولا تلك الرغبات المجنونة حين ينوح القلب ...
إذا ..تتفجّر ..في القلب ....وحول الأوردة .. الأرجاءْ ..
لغتي .. ونوارس قلبي .. والرئة اليسرى
وأنا ..
نهمي ..في آخر هذا الليل ..
وننغمس ببحرٍ لم نختَرهُ .. " وقد نخسرهُ " ..
كَــ قطرة .. ماءْ ..!
***
3/12/2007