فضاءُ الشعر - يوسف الديك

فضاء الشعر
في العمرِ متّسَعٌ
لنبكي مرةً أُخرى
على لغةٍ تفيضُ من الإناءِ المرمريّ/ المرّ
حيث يَتّسِعُ الفراغُ إلى سِواهْ
رُبَّما يحتاجُ هذا البحرُ قطراً
يسرقٌ دَمعنا ليزخَر بالمياهْ
رُبَّما يحتاجنا المنفى
لنأخذَه.. إلى منفاهْ
والنسيانُ.. كي في جرحه ننساهْ
ترجعُ الآهاتُ من جولاتِها عبثاً
لنُفهِمَها معاني الآهْ
يا.. ألله..
أنتَ خلقتني صباً حزيناً
مفعماً بالشعرِ.. مبتلياً
ومحسوداً على بلواهْ
***
يا ألله
في الشعرِ متسعٌ
لنعشقَ أو لنموتَ
خارجَ الجسدِ الخُرافة
ما بين السطورِ
في وضحِ النثار
متسعٌ
لنرسمَ صورةَ الأفعى
على سجّادةٍ تسعى
تشاركُنا العشاء
تنام في فراشِنا
كدميةٍ بين الصغار
ومتسعٌ
لنكتبَ للزعيمِ خِطابه الوطنيّ فينا
بعد الانكسار
ولكَمْ.. كُسِرنا!
كم سنكتبُ للزعيمِ خطابَه
ونعيدُ أبجدَة الحروف
نمسحُ التاريخَ من دولٍ تحاصرُنا
ونختزلُ الحِصار
في الشعرِ متسعٌ
لنُنْهي.. ما تَبقَّى من حِوارْ!