ما قالَ الوَلدُ لأُمه - يوسف الديك

أنا المعجون من حنّاء هذي الأرض
من ملحِ الترابِ الحرّ
أمّي أيقظَتْني ..
مرّةً في الفجرْ
يا أيُّها الولدُ " الشَقيّ "
حلمكَ بانتظارِك ..
قُمْ بُني..؟!!
إنّي رأيتُكَ في المنامِ حمامةً بيضاءَ
تزهو ..
في فضاء السّيد الأقصى
فتحت جناحيها مرفرفةً ..
فاهتزّ شباكٌ على مسرى النبيّ
قُمْ بُني ..
قم تأخرتَ، الحقيبةُ بانتظارِك
دفترُ الإملاء
درسُ التينِ والزيتونْ
آلافُ العيونْ ..
وصدى النشيد المدرسيّ
***
أنا المعجون من حنّاء هذي الأرض
من جمر التراب الحرّ
لو كنتُ فولاذاً ..
وضلعي من نُحاس
كنت ذوَّبَني الرصاص
أنا القصاص
أنا الخلاص ..!!
صوتي ..، صورتي
ندى الطلقات ..
انا المذبوح جهراً معلناً نزفي
أنا المسفوحُ دمي ..
على كلّ الفضائيات ،
أنا المعجون من حناء هذي الأرض
من تِبرِ التراب الحرّ
أنا الوجعُ الفلسطينيّ .!