لا عطرَ إلاّ أنتِ - يوسف الديك

مايا ، المسافة بيننا
بحرٌ ، ويابسةٌ
وشوقٌ ، واحتراقْ .
والمدى الفضيّ في عينيكِ متسّعٌ
وحزني ، لا يُطاق .
هل كان من حقِّ الندى على خدّيكِ
يأسرني ..؟
هل .. ينبغي قتلي حنيناً
حين لم أمت اختناق ؟
يا أيْتُها السمراءُ
يا جنيّتيْ
أسرَتْ بيَ الأشواقُ مرتهَناً إليكِ
كما حمَلَ النبيَّ ،
للمسرى ، براقْ .
مايا ذكرتُكِ ..
كيف لم تتذكّري ؟
حُزني ،
وحُرقةَ أدمعي ..
وتفَجُّري ؟
منذ التقينا ..
منذ ان أرَّختِني
ميلادَ حبٍّ ، وانزرعتِ كما الربيع بأسطري
أحييتِني في مقلتيكِ
أكنتُ قبلكِ ميّتاً ..!؟
بللتِ اغصاني ، استكانَ توتّري ..!
لولا ..
ما نفعُ لولا ؟
لولا سأحيا وحشتي ، وتردّدي
والسرّ في عينيكِ ، والخدّ الطري
إنّي لأحسدُ ذرَّات الثرى ..
إن دُستِها ،
وأبوسُ خدَّ الأرض
حين تُطهّريْ
مايا ، ذكرتُكِ ، كيف لم تتذكّري ؟
نصفي هوىً ..
والنصفُ يحيا بالهوى ، فتصوّريْ
إني اغار من البحارِ إن اغتسلتِ
ومن العُطورْ ..
من عبقِ الزهورْ .!
كونٌ من الأزهارِ أنتِ يا مايا
فلا تتعطَّريْ .