الفدائي و الأرض - فدوى طوقان
من صور المقاومة
                                                                    - - -
                                                                    ما جدوى القول؟
                                                                    ما أحقر أن أجلس كي أكتب
                                                                    في بهرة الذّهول و الضياع
                                                                    وشعّ في العينين وهج جمرتين
                                                                    وهبّ,مازن ,الفتى الشّجاع
                                                                    يحمل عبء حبّه
                                                                    وكلّ همّ أرضه و شعبه
                                                                    و كلّ أشتات المنى المبعثرة!!
                                                                    * * *
                                                                    -: ماضٍ أنا أماّه
                                                                    ماضٍ مع الرفاق
                                                                    لموعدي
                                                                    راضٍ عن المصير
                                                                    أحمله كصخرةٍ مشدودةٍ بعنقي
                                                                    وكلّ ما لديّ,كل كلّ النبض
                                                                    أبذله لأجلها,للأرض
                                                                    مهراً,فما أعزّ منك يا
                                                                    أماه إلا الأرض
                                                                    -: يا ولدي!
                                                                    يا كبدي!-:أماه موكب الفرح
                                                                    لم يأت بعد
                                                                    لكنّه لا بدّ أن يجيء
                                                                    يحدو خطاه المجد
                                                                    -: لا تحزن إذا سقطت قبل –
                                                                    موعد الوصول
                                                                    فدربنا طويلة شقيّة
                                                                    و دون موعد الوصول ترتمي على المدى
                                                                    نعبرها على مشاعل الدماء
                                                                    لكن لن يجيء بعدنا الفرح
                                                                    لابدّ من مجيئه هذا الفرح
                                                                    فيتساوى لأخذ و العطاء
                                                                    - :يا و لدي
                                                                    اذهب!
                                                                    وحوّطته أمه بسورتي قرآن
                                                                    اذهب!
                                                                    وعوّذته باسم الله و الفرقان
                                                                    كان مازن الفتى الأمير سيد الفرسان
                                                                    كان مجدها وكبرياءها و كان
                                                                    عطاءها الكبير للأوطان
                                                                    * * *
                                                                    في خيمة الليل
                                                                    وفي رحابة العراء
                                                                    قامت تصلّي
                                                                    ورفعت إلى السماء وجهها
                                                                    وكانت السماء
                                                                    تطفح بالنجوم والألغاز
                                                                    . . . . . . . . .
                                                                    يا يوم أسلمته للحياة
                                                                    عجينةًَ صغيرةً مطيّبة
                                                                    بكل ما في أرضنا من طيب
                                                                    يا يوم ألقمته ثديها الخصيب
                                                                    و عانقت نشوتها
                                                                    واكتشفت معنى وجودها
                                                                    . . . . . . . .
                                                                    . . . . . . .
                                                                    يا كبدي
                                                                    من أجل هذا اليوم
                                                                    من أجله ولدتك
                                                                    من أجله أرضعتك
                                                                    دمي و كلّ النبض
                                                                    وكلّ ما يمكن أن تمنحه أمومة
                                                                    يا ولدي,يا غرسةً كريمة
                                                                    اقتلعت من أرضها الكريمة
                                                                    اذهب,فما أعزّمنك يا
                                                                    بنيّ الاّ الأرض
                                                                    * * *
                                                                    ((طوباس)) وراء الربوات
                                                                    وعيون هاجر منها النوم
                                                                    الريح وراء حدود الصّمت
                                                                    تلهث خلف النّفس الضائع
                                                                    تركض في دائرة الموت!
                                                                    . . . . . . . .
                                                                    يا ألف هلا با لموت!
                                                                    واحترق النجم الهاوي و مرق
                                                                    برقاً مشتعل الصوت
                                                                    الربوات
                                                                    أبداًُ لن يقهرها الموت.
                                                                    يا كبدي
                                                                    من أجل هذا اليوم
                                                                    من أجله ولدتك
                                                                    من أجله أرضعتك
                                                                    من أجله منحتك
                                                                    دمي و كلّ النبض
                                                                    وكلّ ما يمكن أن تمنحه أمومة
                                                                    يا ولدي,يا غرسةً كريمة
                                                                    اقتلعت من أرضها الكريمة
                                                                    اذهب,فما أعزّمنك يا
                                                                    بنيّ الاّ الأرض
                                                                    * * *
                                                                    (3)
                                                                    ((طوباس)) وراء الربوات
                                                                    آذانٌ تتوتّر في الكلمات
                                                                    وعيون هاجر منها النوم
                                                                    الريح وراء حدود الصّمت
                                                                    تلهث خلف النّفس الضائع
                                                                    تركض في دائرة الموت!
                                                                    . . . . . . . .
                                                                    يا ألف هلا با لموت!
                                                                    واحترق النجم الهاوي و مرق
                                                                    عبر الربوات
                                                                    برقاً مشتعل الصوت
                                                                    زارعاً الإشعاع الحيّ على-
                                                                    الربوات
                                                                    في أرضٍ لن يقهرها الموت!
                                                                    أبداًُ لن يقهرها الموت.