كتاب - لطفي زغلول

تُرَى .. هَل تَظُنِّينَ أَنِّي كِتَابٌ
وَأَنَّكِ .. أَنْتِ كَتَبْتِ فُصُولِي
وَأَنَّكِ .. أَنْتِ بَعَثْتِ الحَيَاةَ ..
بِمَيْتِ طُلُولِي
كَفَاكِ .. كَفَاكِ ..
اخْرُجِي مِن ظَلامِ رُؤاكِ
أَهَذا أَنا .. هَكَذَا تَنْظُرِينَ إلَيَّ
تُرَى مَن تَكُونِينَ ..
حَتَّى أَصَابَتْ خَيَالَكِ .. حُمَّى الغُرُورِ
فَتَفْتَرِضِينَ بِأَنِّي كِتَابٌ
وَأَنَّكِ أَنْتِ .. كَتَبْتِ سُطُورِي
وَأَنَّكِ لَوْلاكِ .. مَا كُنْتُ شَيْئاً
وَلا نَبَتَتْ فِي ثَرَاهَا جُذُورِي
أَهَذَا أَنا .. هَل تُرَى ..
صِرْتُ مِن بَعْضِ مُقْتَنَيَاتِكِ ..
مِثْلَ المَلابِسِ .. مِثْلَ الجَوَاهِرِ .. مِثْلَ العُطُورِ
أَهَذَا أَنا .. دُمْيَةٌ تَتَحَرَّكُ حِينَ تَشَائِينَ ..
دُونَ شُعُورِ
أَهَذَا أَنا .. أَنتِ لا شَكَّ مَسْكُونَةٌ بِالجُنُون ِ
وَمَن أَنتِ .. إن غِبتُ عَنكِ ..
وَمَن أَنتِِ دُونِي
تُرَى هَل نَسِيتِِِ ..
بِأَنَّكِِ قَبْلَ اكْتِشَافِي لِعَيْنَيْكِ ..
يَا هَذِهِ .. لَم تَكُونِي
وَأَنَّكِ .. إن شِئْتُُ.. فِي لَحْظَةٍ ..
لَن تَكُونِي