بِلا كَلام - لطفي زغلول

لا تَرجِعي إليَّ .. لا تُحاولي
لِلحظةٍ .. أن تُرجِعي الأيّامْ
لا تَحلُمي .. تَجرَّدي من الرُّؤى
مِن الخَيالاتِ .. مِنَ الأحلامْ
تَحرَّري مِن كُلِّ قَيدٍ .. كُلِّ عَهدٍ ..
لَم يَعدْ .. يُلزِمُكِ التِزامْ
قُولي لِكُلِّ النَّاسِ .. كانَ حُبُّنا
مُزيَّفاً .. وهماً مِنَ الأوهامْ
وأنَّهُ كانَ زُكاماً .. عَابِراً
وقَد تَعافَيتِ مِنَ الزُّكامْ
وأنَّكِ اليَومَ خَرجتِ من طَريقِ ..
الشَّوكِ والعَذابِ والآلامْ
إنطَلقي عَلى هَواكِ .. أعلني الحَربَ عَليَّ
أُرفُضي السَّلامْ
لا تَأبهي بِي .. لا تُعيريني اهتماماً
لمْ يَعدْ .. مَا بَينَنا اهتِمامْ
أوراقُ شِعري .. إحرِقيها
مَزِّقي رَسائِلي .. في العِشقِ والغَرامْ
لا تَكتُبي لِي .. أغلِقي عَليكِ بَابَ الإنعِزالِ ..
كَسِّري الأقلامْ
لا تَستَجيبي للرُّؤى .. وحَاذري
أن تَقعي فَريسَةَ الأوهامْ
لا تَستَجيبي للرُّؤى .. حَذارِ أن تَستسلِمي
لِهاجِسِ الإلهامْ
كُوني كَما شِئتِ ..
تَحرَّري مِن عُقدةِ الحَلالِ والحَرامْ
لا تَرحَمي الحُبَّ الَّذي .. لَم تَفهميهِ
أُحكُمي عَليهِ بِالإعدامْ
لا تَغفري .. لا تَمنَحي عَفواً لَهُ
لا تَقبلي عُذراً .. ولا استِرحامْ
إنتَقمي .. لَعلَّ نَزوةَ الجُنونِ هَذهِ
عِلاجُها .. انتِقامْ
مَاتتْ جِراحُ الحُبِّ ..
أنتِ اغتَلتِهِ
"ومَا لِجرحٍ مَيّتٍ إيلامْ"
ثُوري اغضَبي .. توَعَّدي
ارمِيني بِكُلِّ مَا لَديكِ اليَومَ مِن سِهامْ
لا تَحسِبي إذا صَمتُّ .. أنَّني
رَضيتُ كُوني مَوضِعَ اتِّهامْ
فَالصَّمتُ في شَريعَتي .. فَضيلةٌ
أبلغُ أحياناً .. مِنَ الكَلامْ