هي إمرأة - لطفي زغلول
هِيَ إمْرَأَةٌ
                                                                    وُلِدَتْ فِي أَحْضَانِ خَيَالِي
                                                                    شَرِبَتْ مِنْ مَطَرِي الأَخْضَرِ ..
                                                                    حَتَّى اخْضَوْضَرَ مَرْجُ أَزَاهِيرٍ ..
                                                                    فِي عَيْنَيْهَا
                                                                    نَزَلَتْ تَصْطَافُ بِهِ الأَقْمَارْ
                                                                    بَيْنَ ذِرَاعَيْهَا
                                                                    بَحْرٌ .. مَا وَطِئَتْهُ قَدَمَا بَحَّارٍ
                                                                    أَوْ مَارَسَ مِنْ قَبْلُ الإبْحَارْ
                                                                    بَيْنَ شَوَاطِئِهِ ..
                                                                    احْتَكَرَتْ سُفُنْي حَقَّ الإبْحَارِ ..
                                                                    صَبَاحَ مَسَاءً .. لَيْلَ نَهَارْ
                                                                    هِيَ إمْرَأَةٌ
                                                                    تَخْتَصِرُ نِسَاءَ الكَوْنِ ..
                                                                    فَتَغْدُو امْرَأَةً وَاحِدَةً
                                                                    تَغْدُو فِرْدَوْسَاً
                                                                    تَجْرِي بَيْنَ يَدَيْهَا الأَنْهَارْ
                                                                    شَفَتَاهَا سَلَّةُ فَاكِهَةٍ
                                                                    أَرْبَعَةُ فُصُولٍ تَرْفُدُهَا
                                                                    وَتُجَدِّدُهَا
                                                                    لَوْنُهُمَا دَمُ وَرْدِ العُشَّاقِ ..
                                                                    وَطَعْمُهُمَا .. قُبَلٌ مِنْ نَارْ
                                                                    هِيَ إمْرَأَةٌ
                                                                    لَمْ تُولَدْ بَعْدُ ..
                                                                    وَلَكِنِّي فِي مِحْرَابِي
                                                                    أَلْقَاهَا كُلَّ صَبَاحٍ ..
                                                                    كُلَّ مَسَاءٍ .. تُبْحِرُ فِي بَحْرِي
                                                                    تَتَفَتَّحُ وَرْدَاً / فُلاًّ / دُفْلَى / فِي شِعْرِي
                                                                    وَتَجِيءُ إلَيَّ بِلا مِيَعَادٍ فِي السرِّ
                                                                    حَامِلَةً لِي .. بَاقَةَ أَشْعَارْ