حُـلم - لطفي زغلول
خَلَعَت أثوَابَ ثَقافَتِها الأُولَى
                                                                    وتَعَرَّت .. حَتَّى انْتَحَرَ الصَيْفُ ..
                                                                    وأقْبَلَ مَوْسِمُ مَطَري الأخْضَرِ ..
                                                                    فانْطَلَقَت .. تَصبُغُ بِرَذاذِ رُؤاهُ ضَفائِرَها
                                                                    وتُنَسِّقُ بِدَلالِ بَاقاتِ أزَاهِرِها
                                                                    وتَصُبُّ يَدٌ زَخَّاتِ الشِعِر ..
                                                                    عَلى أرْجاءِ تَضَاريسِ الجَسَدِ المَكْبُوتْ
                                                                    وتُحَرِّرُهُ مِن آخِرِ وَرَقَةِ تُوتْ
                                                                    وَيَدٌ أُخرَى تَنْسابُ ..
                                                                    تُدَلِّكُهُ بِنَسيمِ الحُرِّيَّة
                                                                    حَتَّى أصْبَحَ إحْدَى الوَرْداتِ الجُورِيَّة
                                                                    حَمَلَتْها أجْنِحَةُ الأنْسامِ . .
                                                                    وألْقَتْها في البَحْرِ ..
                                                                    فَعانَقَها البَحْرُ الشَبِقُ الوَلْهانُ ..
                                                                    وَسافَرَ في شَفَتَيْها
                                                                    حَطَّ الرَحْلَ عَلى جَبَلَيْها ..
                                                                    ارْتاحَ زَمَاناً ..
                                                                    عادَ وشَدَّ الرَحْلَ صَبَاحاً
                                                                    صَالَ وجَالَ بِكُلِّ مَكَانْ
                                                                    أبْحَرَ .. حَتَّى انْتَهَتِ الشُطآنْ
                                                                    حَتَّى .. تَوَّجَها البَحْرُ ..
                                                                    وصَارَت حُورِيَّة