فُضوليٌ أنا - لطفي زغلول

غداً ..
وغدٌ لَناظِرِهِ .. قَريبٌ أيُّها الحَسناءْ
سَأعرِفُ عَنكِ حِينَ أشاءُ ..
مِن أَلِفِ الهَوى لِلياءْ
ومَا أهواهُ مِن أشياءْ
سَأعرِفُ أيَّ عِطرٍ ذَلكَ العِطرُ الَّذي ..
أسكَرتِ مِن نَفحاتِهِ الأجواءْ
سَأعرِفُ أيَّ ألوانٍ مُفضَّـلةٍ لَديكِ ..
وأيُّها أزياءْ
أبيْتِ تُراكِ أم شِئتِ
سَأعرِفُ عَنكِ .. مَنْ أنتِ
ومِن أيِّ البِلادِ إلى هُنا جِئتِ
سَأصعدُ بُرجَكِ العَالي
بِما أوتِيتِ مِن زَهوٍ وإكبارٍ وإجلالِ
أصولُ أجولُ .. كَيفَ أشاءْ
وأعرِفُ سِرَّ هَذا الكِبرِ .. والخُيَلاءْ
هَوائِيٌّ أنا
عَصَفَتْ بِكُلِّ جَوارِحي الأهواءْ
وأنتِ كَما أراكِ .. جَديرةٌ ..
بِالشّعرِ والشُّعراءْ
"سَمارُكِ" لَم أشاهدْ مِثلَهُ يَوماً على سَمراءْ
وعَيناكِ الَّلتانِ تُسافِرانِ بَصبوتي ..
حتّى بَلغتُ نِهايةَ الجَوزاءْ
حَديثُكِ رِحلةٌ لا يَنتَهي في صَمتِكِ المِشوارْ
وصَمتُكِ كُلُّهُ أسرارْ
كأنَّ الّلهَ حِينَ وُلدتِ ..
أنزلَ فِيكِ كُلَّ السِّحرِ والإغراءْ
فُضوليٌّ أنا ..
بِكِ مُعجبٌ مَفتونْ
وبَعضُ العِشقِ والإعجابِ مَسُّ جُنونْ
وقَبلَكِ كُنتُ أعرِفُ كَيفَ كُنتُ ..
بِلا رُؤىً وظُنونْ
وبَعدَكِ لَستُ أدري اليَومَ ..
كَيفَ أكونْ
وكَيفَ أحاوِلُ الإفلاتَ مِنكِ ..
وأينَ أهرُبُ مِن صبَاباتي
وقَد صارتْ بِكُلِّ شِعابِها رَهناً فَضاءآتي
فأنتِ بِسحرِكِ المَجنونِ ..
قدْ حَطّمتِ أبوابي
ويَوماً بَعدَ يَومٍ ..
صارَ رَهنَ يَديكِ مِحرابي
فَماذا بَعدُ يَا حَسناءْ
إذا فَاضتْ بِيَ الأهواءْ
سِوى حُرِّيَّتي ثَمناً لِنزواتي وتَفكيري وإعجابي