سلمى ( 2 ) - لطفي زغلول
سلمى
                                                                    حفيدتي الثانية
                                                                    نابلس
                                                                    الاحد 30/10/2005
                                                                    يَحمِلُنِي الوَحيُ إلى أوج ِالشِعر ِالأسمَى
                                                                    أرتَادُ الأنجُمَ .. أنزِلُهَا ..
                                                                    وَأنا مَا بَينَ جَنَاحَيه ِ.. نَجمَاً نَجمَا
                                                                    أسبَحُ فِي بحر ِإضَاءَتِها
                                                                    أتَفَيَّأُ ظِلَّ بَرَاءَتِها
                                                                    وَأُسَافِرُ مِن عِيد ٍلِلحُب ِ.. إلى عِيد ٍ
                                                                    أزهُو بِبَهاءِ عَبَاءَتِها
                                                                    مَن هَذا المَلَكُ الدَّاخِلُ ..
                                                                    مِن غَيرِ استِئذَان ٍمَملَكَتِي ..
                                                                    مَن هَذِي القادِمَةُ الحَورَاءُ ..
                                                                    تُكَلِّمُنِي فِي المَهدِ .. تُعَطِّرُ رَيَّاها لُغَتِي
                                                                    مَن هَذي الحُورِيَّةُ .. هَلَّت ..
                                                                    تَحمِلُ لِي طَلَّتُها شَمسَا ..
                                                                    تُغرِقُ بِالنُورِ فَضَاءاتِي
                                                                    تَرقُصُ وَاعِدَةً فِي أعرَاسِ خَيَالاتِي
                                                                    تَغدُو مِن أوَّلِ نَظرَةِ حُبٍّ مُلهِمَتِي
                                                                    مَن إلاَّها .. هَمسَةُ شِعرٍ ..
                                                                    وَمضَةُ سِحرٍ .. مَوجَةُ عِطرٍ ..
                                                                    تَستَوطِنُنِي .. رُؤيَا .. رَسمَا
                                                                    إلاَّ سَلمَى .. سَلمَى .. سَلمَى
                                                                    أنَا لا أتَذَكَّرُ مِن كُلِّ الأسمَاءِ ..
                                                                    وَلا أذكُرُ إلاَّ هَذا الإسمَا
                                                                    مَن إلاَّها .. مَن إلاَّها
                                                                    تُمطِرُنِي حُبَّاً عَيناهَا ..
                                                                    يَتَنَزَّلُ وَحيِي حِينَ أُحَلِّقُ ..
                                                                    فِي مِرآةِ مُحَيَّاها
                                                                    تُهدِينِي ضِحكَتُها بُستانَ أزَاهِيرِ
                                                                    يَحرُسُهُ سِربُ عَصَافِيرِ
                                                                    مَن إلاَّها .. مَن إلاَّها
                                                                    تَقطُفُ لِي حِينَ أُفاجِئُها .. بَاقَةَ أقمَارْ
                                                                    وَتُكَلِّمُنِي شَفَتاهَا .. أسمَعُ مُوسِيقى ..
                                                                    أسمَعُ مَا لَم أسمَعْهُ يَومَاً مِن أشعَارْ
                                                                    أقرَأُ أسرَاراً فِي قَمَرَيهَا ..
                                                                    المَرسُومَينِ بِزَهوِ النُورِ .. وَوَهجِ النَارْ
                                                                    تَسبَحُ فِي بَحرِهِمَا عَشتَارْ
                                                                    تَضرِبُ بِعَصاهَا مَوجَ البَحرِ ..
                                                                    فَتَخرُجُ حُورِيَّاتُ البَحرِ ..
                                                                    يُكَلِّلُ هَامَتَها النَوَّارْ
                                                                    مَن إلاّها .. في عَينيها ..
                                                                    يسكنُ بحرانِ بلا شُطآن
                                                                    يسبحُ في موجِهِما قَمرانْ
                                                                    نزَلا في ليلةِ عُرسٍ من عرشِهِما..
                                                                    يصطادانِ اللؤلؤَ والمُرجانْ
                                                                    قمرانِ اكتُشِفا في عَينيها حتّى الآنِ ..
                                                                    وآلافُ الأقمارِ تُسافرُ في المَجهولْ
                                                                    ومَغانٍ تشتَعلُ ربيعاً .. أربعةَ فُصولْ
                                                                    في عَينيها هالةُ سِحرٍ .. ومضةُ كِبرٍ ..
                                                                    هيبةُ نِسرٍ .. رقةُ زغلولْ
                                                                    وغزالٌ يمرحُ مزهوّاً بطفولتِهِ ..
                                                                    بينَ الغُزلانْ