لِماذا أحِبُّكِ ؟ - لطفي زغلول

لأنَّكِ أهديتِني قَمراً .. في لَيالي اغتِرابي
وشَمساً صَحوتُ بِأحضانِها .. واكتَشَفتُ شَبابي
لأنَّكِ لَوَّنتِ بِالعِشقِ عُمري
ويَومَ تَعلَّمتُ أنْ أكتُبَ الحَرفَ ..
ألهمتِني أبجديَّةَ شِعري
ويَومَ بَدأتُ أُمارِسُ فِيهِ القِراءةَ .. كُنتِ كِتابي
لأنَّكِ حِينَ ِأُناديكِ .. كُلُّ جَوارِحِكِ العاشِقاتِ ..
تَشدُّ رِحالَ التَّلهُّفِ .. صَوبي
تَجوبُ مَداراتِ مِحرابِ قَلبي
تُسبِّحُ بِاسمي .. تُلبّي
وحَينَ أُناجِيكِ .. تَصحو الفَضاءآتُ ..
تَنفضُ عَنها غُبارَ الَّليالي
تُسافِرُ بِي في ثَوانٍ
إلى مَا وَراءَ حُدودِ الرُّؤى والخَيالِ
لأنَّكِ كَالمَطرِ الأخضَرِ الوَعدِ ..
يُزهِرُ حِينَ التَّجلي .. قَصيدة
لأنَّكِ حِيناً تَكونينَ أقدمَ .. منْ رُوحِ هَذا الزَّمانِ
وحِيناً تَكونينَ شَمسَ الصَّباحِ الجَديدة
وحِيناً .. تَكونينَ طَيِّعَةً .. كَشذا اليَاسَمينْ
يُسافِرُ في سَبَحاتي رُؤى لَهفةٍ وحَنينْ
وحِيناً تَكونينَ .. كَالبَحرِ قَاسيةً وعَنيدة
لأنَّي أُجدِّفُ فِي بَحرِ عَينيكِ ..
طُولَ النَّهارِ .. وكُلَّ نَهارْ
وأرتاحُ لَيلاً .. تُحاصِرُني ..
تَغتَلي فِي دَمي حُرقةُ الإنتِظارْ
وأنتِ عَلى الشَّطِّ تَنتَظِرينَ .. شِراعي يَعودْ
يُسافِرُ في خَفقاتِكِ .. رَكبُ الرُّؤى والوُعودْ
بِكُلِّ مَدارٍ .. بِكُلِ مَسارْ
لأنَّكِ فِي زَمنٍ يَجهلُ الحُبَّ ..
عَلَّمتِني الحُبَّ .. حَرفاً فَحَرفاً .. وسَطراً فَسطرا
وأسكنتِني في حَناياكِ .. أصبَحَ لِي وَطنٌ ..
بَينَ أحضانِهِ .. أرسُمُ الحُبَّ شِعرا
وبَينَ يَديكِ طَويتُ شِراعي
وأنهَيتُ كُلَّ عُصورِ ضَياعي
ومَا زِلتُ في رِحلَةِ العِشقِ ..
بَينَ ذِراعَيكِ .. أسبَحُ جَواً وبَحرا
تُرى هَلْ عَرفتِ ..
لِماذا أُحبِّكِ دُونَ النِّساءْ
وأكتُبُ بِاسمِكِ كُلَّ القَصائِدِ .. دُونَ النِّساءْ
ومَا زِلتُ أهفو وأصبو إليكِ
أسافِرُ في الشَّوقِ مِنكِ إليكِ .. صَباحَ مَساءْ
إلى أنْ يَحينَ الرَّحيلْ .. ومَا قَبلَهُ مُستَحيلْ
فأنتِ هِيَ الإبتِداءُ .. وأنتِ هِيَ الإنتِهاءْ .