في الزَّورَق - لطفي زغلول
تُحاصِرُني ..
لَيسَ لِي مَهربٌ ..
لَيسَ لِي غَيرُ أن أتمزَّقَ ..
في مَقعَدي .. كُلَّما
مَرَّ بي طَيفُها ..
والرُّؤى تَتَناثَرُ حَولي دُمى
تَتهاوى بِأعطافِها أنجُما ..
تَتراقَصُ في نَشوَةٍ تَتعدّى حُدودَ خَيالي
تُسافِرُ في صَبوةٍ فوقَ أقصى احتِمالي
إلى مَرفأٍ لَم يَعدْ لي رَصيفٌ ..
أحطُّ عَليهِ رِحالي ..
أُفرِّغُ بَعضَ جِماحِ انفِعالي ..
لَعلّي إليها .. يَؤُولُ مَآلي
تُحاصِرُني ..
تَتسلَّلُ بَينَ حَنايا ضُلوعي
تُثيرُ الحَرائِقَ بِي ..
تُضرِمُ الشَّوقَ جَمراً
وفي مُقلَتيها تَثورُ بِحارٌ ..
وتَهدأُ أُخرى
وأسبَحُ في لُجَّةِ المَوجِ ..
أقطَعُ بَحراً فَبَحرا ..
وسِربٌ مِنَ الأنجُمِ الحَالِماتِ ..
على شَطِّ صَبوَتِها .. تَتَعرّى
تُغازِلُني .. تَستَثيرُ وُلوعي
وتَنأى المَداراتُ بِي ..
يُصبِحُ البَحرُ خَلفي ..
يَطولُ المَدى ..
يَستَحيلُ رُجوعي