حين هربت من ذاتي - لطفي زغلول
مَا زِلتُ أُسَاِفُر فِي عَيْنَيك ِ..
                                                                    منَ المَجْهُولِ إلَى المَجْهُولْ
                                                                    لا أدْرِي .. هَل أوْشَكَ سَفَرِي
                                                                    أن يُنهِي سَفَراً .. أمْ سَيَطُولْ
                                                                    لا أدْرِي .. أينَ سَأُصْبِحُ ..
                                                                    أيَّةُ شَمْسٍ تَحْلُمُ أنْ ..
                                                                    تَتَبَوَّأَ عَرْشَ فَضَاءاتِي
                                                                    أيَّةُ أقْمَارٍ .. تَنْزِلُ من عَرْشِ عُلاهَا
                                                                    تَلهُو فِي أحْضَانِ الَلَّيلِ المَغْرُورِ ..
                                                                    تُغَازِلُ جَهْرَاً لَيْلاتِي
                                                                    ما زِلْتُ أُسَافِرُ .. تَسْرِقُنِي ..
                                                                    مَوْجَةُ عِطْرٍ .. من مِحْرَابِي
                                                                    فِي بَحْرٍ يَبْدَأُ من عَينَيكِ ..
                                                                    يُطَوِّقُ خَصْرَ الدُّنيَا ..
                                                                    لَيْسَ لَهُ حَدُّ
                                                                    بَحْرٍ .. إن شِئتِ .. غَفَا زَمَنَاً
                                                                    أو شِئتِ .. بِطَرْفَةِ عَيْنٍ ..
                                                                    ثَارَ بِهِ المَدُّ
                                                                    أنَا .. أيْنَ أنَا ..
                                                                    أنَا كَيْفَ هَرَبتُ إلَى أحْضَانِكِ ..
                                                                    من مِحْرَابِي .. من ذَاتِي
                                                                    كَيْفَ اجْتَاحَت نِيرَانُكِ أوْجَ فَضَاءاتِي
                                                                    لا أدْرِي .. أيْنَ أنَا
                                                                    هَرَبَت سُفُنِي مِنِّي
                                                                    وَأنَا مَا زِلْتُ هُنَاكَ .. هُنَا ..
                                                                    أبْحَثُ عَنِّي
                                                                    فِي هَذَا البَحْرِ الَلاّمَعْقُولْ