مَدارَات - لطفي زغلول

سَابِحٌ في المَدى .. لا أَحطُّ على شَاطئٍ .
أصبحَ البَحرُ لِي .. قَدراً ..
في مَداهُ أجوبُ فَضاءآتِ عَينيكِ ..
لا أنتَهي من رَحيلٍ .. صَباحاً مساءً ..
فَأنتِ هِيَ الإبتِداءُ .. وأنتِ هِيَ الإنتهاءُ ..
ولا شَيءَ غَيرُكِ .. غَيرُ ارتِحالي إليـكِ ..
يُسافِرُ في لَهفتي .. لَهفةً .. يَمتَطي صَبوَتي ..
صَبوةً .. يَغتَلي في دَمي .. نَزوَةً ..
يَتعدَّى حُدودَ المَسافاتِ .. لا يَستَريحُ الهُوَينى ..
على سَـفرٍ .. لا يُبالي المَكانَ الزَّمانَ ..
يُخاطِرُ في رِحلةِ الإغتِرابِ ..
لَعلَّ خُطاهُ تَعودُ بِهِ .. ويَعودُ إليـكِ ..
ويُلقي بِأثقالِهِ في يَديكِ .. قَصائِدَ عِشـقٍ ..
قَلائِدَ شَـوقٍ .. وشاحاً على كَتفيكَ ..
سِوارَينِ في مِعصَميكَ .. كِتاباً بِأعماقِهِ تَقرأينَ ..
رُؤآي .. وبَينَ سُطوري .. تَجوبينَ أقصى ..
وأعتى بُحوري .. وقدْ تَرجِعينَ إلى شَاطئٍ ..
مِنهُ يَوماً .. بَدأتِ رَحيلَكِ ..
في نَائِياتِ شُعوري .. وقدْ تَذهبينَ ..
بَعيداً بَعيداً .. وراءَ حُدودي ..
تَجوبينَ بَينَ المَسارَاتِ .. عَلَّكِ يَوماً .. تَحُطّينَ رَحلَكِ ..
فَوقَ رَصيفٍ .. لَعلَّكِ بَعدَ عَناءِ المَسافاتِ ..
تَلقَينَني في انتِظارِكِ .. عَلَّ رَحيلَكِ .. عَلَّ رَحيلي..
هُنا يَسترِيحانِ .. بَعدَ الرَّحيلِ .. لَعلَّكِ أنتِ ..
لَعلّي أَنا .. نَنتَهي ..
نَلتَقي فَوقَ هَذا الرَّصيفِ ..
ونَبدأُ مِشوارَنا في المَدى .. سَابِحَينِ ..
نَجوبُ المَداراتِ .. لا نَنتَهي