إنفعال - لطفي زغلول
مَزِّقِي مَا لَدَيْكِ مِنْ أَوْرَاقِي
وَاحْذَرِي أَنْ يَظَلَّ مِنْهَا بَاقِ
إحْرِقِيهَا حَتَّى تَصِيرَ رَمَادَاً
وَانْثُرِيهَا عَلَى مَدَى الآفَاقِ
لَيْسَ كَالنَارِ إنْ أَرَدْتِ مِنَ
المَاضِي خَلاصَاً .. وَلَيْسَ كَالإحْرَاقِ
لا تُبَالِي صُولِي وَجُولِي
اكْسِرِي كُلَّ قُيُودِي وَحَطِّمِي أَطْوَاقِي
أَفْرِغِي كُلَّ مَا اخْتَزَنْتِ مِنَ القَهْرِ
وَذُوقِي حَلاوَةَ الإنْعِِتَاقِ
إسْتَرِيحِي كَمَا تَشَائِينَ مِنْ عِشْقِي
وَمِنْ لَهْفَتِي وَمِنْ أَشْوَاقِي
أَنْتِ قَدْ شِئْتِ هَذِهِ الثَوْرَةَ الهَوْجَاءَ
فَامْضِي وَرَاءَها وَانْسَاقِي
كُلُّ مَا تَفْعَلِينَهُ .. إنْفِعَالٌ
لَيْسَ فِيهِ بَوَادِرُ الإنْشِقَاقِ
بَحْرُكِ الآنَ هَائِجٌ وَيَقِينِي
إنَّهُ لا يَقْوَى عَلَى إغْرَاقِي
هَكَذَا العِشْقُ تَارَةً صَدْرُهُ رَحْبٌ
وَأُخْرَى يَضِيقُ بِالْعُشَّاقِ
فَارِقِينِي جَهْرَاً .. وَيَبْقَى سُؤَالِي
هَلْ تُطِيقِينَ فِي الْخَفَاءِ فِرَاقِي