عمّان البلد - عبدالله السالم

أرجوك ، لو تسمحين ، وأعتذر ، وبدون أحقاد
لمّي بقاياك قبل الآدمي يفقد صوابه

خلي لي الصمت والحزن العتيق وطبعي الحادّ
الجو من دون هالعطر الرخيص أكثر رحابة

هناك تحرق منازل باهلها في ضغطة زناد
وهنا سعادة رئيس الثرثرة يلقي خطابه

هناك تدفن شعوب كاملة وتدمّر بلاد
وهنا فلكلور شرقي رقصة السيف بجرابه

هناك يرمون بالسم المدمر غض الاجساد
وهنا يحدّون من يرمي حجر " حد الحرابة "

من وين تستوعب الأرواح طعم الضيم لا زاد
لا ضاع وجه العدالة في شعاراتٍ تشابه

طغى على مهزلة " جمع الطوابع " جمع الاضداد
حتى الغريب يتباهى انه مهوب أكثر غرابة

اعفيني ارجوك من نبش الألم يكفيني جهاد
إني لهالحين مالاقيت لي وجهٍ مشابه

أحسهم غير ولا انا المريض بوهم الإفراد
ابني عن عيونهم منفى واصلي في رحابه

لا تقعدي دون جدوى ماهنا للطيش مقعاد
أو بالأصح الأسف : ماني مهيا لارتكابه

هالليل مأتم وعمّان البلد فرحات واعياد
والناس تحضن بعضها دونما أية قرابة

يتبادلون التحايا والحديث السمج بالكاد
يدّون باقي فصول المسرحية في رتابة

لقيت في جمهرتهم حكمةٍ تحكى للأحفاد
إن كان في جمهرتهم شي مما ينحكى به

الناس تقتل على حد الرغيف وتترك اولاد
واجبهم العيش فيما بعد عنهم بالنيابة

هالليل مأتم وانا ليلي كذا معكوس الابعاد
يصلح فقط : لاتحادي ، والسكارى ، والذيابة

اهدهده في مراجيح الظنون وصبري سناد
ويمر نصفه جنون وما تبقى للكتابة

الين انحي الهموم الهازلات لهمي الجادّ
ذاك السؤال القديم اللي تناوره الإجابة

ابعاد كنتم وراح العمر كله وانتوا ابعاد
يا هل ترى يعذر الغايب الى اوغل في غيابه ؟

لا صارت الذاكرة فوضى ، ضياع وفقد وعناد
تلمسي عذر لما الآدمي يفقد صوابه