عروس الليل - علي بن سعود آل ثاني

غَرِقَ الطَّرفُ بلَحن ِ النَّغَم ِ
من عُيُون ٍ ناعساتٍ نُعُم

وحَيَارى لَعِبَ الشَّوقُ بِهِم
في ملاكٍ من حسان النُّدُم

تسرق القلبَ هيامًا قاتلا ً
من عزيزٍ في نَعيم ِ الكرم

حَكَمَ اليومَ بقلبي : مالكًا
وغَواني في دُرُوبِ الخصُم

فقَساني وتَنَاسى أنَّني
ذو هيَام ٍ في متَاهِ الظُّلَم

يا ربيع الحب والقََطْر الذي
قد تهامى من غيوث الغِيَم

في رُبوع ٍ جنَحَ الطَّيرُ بها
في سماء الشَّوق ِ سِر الأمم

من غزالٍ أهيفَ الخَصرِ إذا
رقَّ يومًا كنسيم ِ الدَّيم

خطفَ القلبَ بطَرفٍ شاغفٍ
وتسامى في عبيرِ النَّسَم

من جُفُون ٍ ناهباتٍ كلما
غزل اللحظ جمال الشيم

وحسان ٍ ناهيات عقلنا
ليلَ كُنّا في بُيُوتِ الشَّمَم

من عروس ٍ عَمَرَ اللَّيلُ بها
في سَخاءٍ من بَهَاء الخِيَم

وفِتان ٍ مُترفات ٍ في الهوى
راقياتٍ ناعماتِ االهُدُم

من بلاد الله في سرًّ لَهُنْ
في ليالٍ بارقاتِ النُّجُم

ساهراتٍ مُسكراتٍ في الكرى
واهباتٍ بالغاتِ الحُلُم

باذخات مُنعماتٍ كُسّلاً
لاهياتٍ شامخاتِ القمَم

رُبَّ مشغوف ومسحُور بهنْ
في شَقاء الحُبَّ ليل الهِيَم ِ

وبُدُورٌ لامعاتٌ في الدُّجى
في بحور الشَّوق يومَ الغَرَم

يا سليلَ المجدِ في ليل ِ السَّرى
وكريمًا في جلال ِ العِظَم

كم تَعَلاّ وتوارى ساميًا
في ليالٍ حالكاتِ الدَّهِم

في زُرُوع ٍ وهِضابٍ كُلُّها
شامخاتُ العزَّ بينَ الأمم

وغُصُونُ صدَحَ الطَّيرُ بها
في غَرِيد ٍ وهزيج ٍ حزم

رفع الجنحين مطروبًا بها
في سماء الحُبَّ صوت الفَخَم

ومَهَاة لََحَفََ السَّتر لها
من ثياب الخزَّ فوقَ الحزُم

بارقاتٍ خاطفاتٍ ،إنّها
من نسيج الصُّنع خيرَ الصَّمم

قاصراتُ الطَّرف في سحرٍلهُن
من نساءٍ ليَّناتِ الكَلِم

كَشُموس ٍ مُشرقاتٍ في الدُّجى
حاويات الحُسن يومَ الحُسُم

من عُيون ِ الغيد سحرٌ لاذعٌ
في ليالٍ مُظلماتٍ ..بُهُم

وسُيُوفٌ باتراتٌ في الهوى
تقنصُ الشَّوقَ بيومِ الصَّرم

يا سقى اللهُ رُبُوعًا كُلَّها
من روايا المُزن ِ فوقَ الحَرَم