للّه ما أوجه عبد الخنان - أحمد فارس الشدياق

للّه ما أوجه عبد الخنان
في ظل مولانا مليك الزمان

ختان نجليه اللذين هما
للدين عز وجلال قرآن

سلطاننا عبد العزيز الذي
ليس له في الجود والفضل ثان

هابت ملوك الأرض طرا حمى
مقامه من كل فاص ودان

ما منهم إلا له وامق
يقلبه أو شاكر باللسان

في عصره الزاهر انظر تجد
قلب الأنام ساكنا في أمان

شيد هذا الملك بالعدل
والإنصاف بين الناس فالجوربان

قد يهدم الظلم الديار كما
ان يد العدل لها خير بان

من نظرت عيناه افعاله
لم تصبه بعد وجوه الحسان

ومن غدا يشمله ظله
فما عليه من اوار الزمان

وما عليه من دهان الورى
حتى يبيت منهم في هدان

ابهج ما في الكون احسانه
وحسنه ابهر ما في المكان

ورب طلق الوجه لكنما
يداه عن راجيه مغلولتان

مهنأ راجى نداه معان
ومن عداه فمعنى مهان

انا اذا رمنا مديحا له
اطاعنا فيه عصى البيان

فكل حرف دونه آية
وكل لفظ منه تبدو معان

كل لسان بث حمدا له
نخاله عذبا كهذا اللسان

لولا معاليه لغص الورى
بما تمنوا من صلاح الاوان

فذ المعالي والندى والحجى
وما نوى من صالح توأمان

ان اطرب اللاهين عزف القيان
اواعجب الساهين صرف الدنان

فهو الذي ليس له مطرب
سوى المثاني وسماع الاذان

احيا السلاطين بالآئه
كأنهم قد برزوا للعيان

وكل ما قد رام من غاية
مكنه من نيلها المستعان

امساؤنا يشبه اصباحنا
ما دام فيه نوره يستبان

فهذه الارض بها نير
وفي السماوات العلى نيران

وان تكن ابحرها سبعة
فبحر جدواه غنى عن ثمان

حماسة الاسلام تفتر عن
سماحة في وجهه والبنان

يتيه وجه الارض عجبا اذا
انبأها المنبئ بالمهرجان

يوم ترى موكبه حافلا
منتظما مثل عقود الجمان

ووجه مولانا مضئ كما
اضاء احلاك الدجى الزبرقان

ان يفتخر مجد بتعداد ما
له على جاد من الامتنان

ففخر مولانا بالآئه
فاقت على العد بغير امتنان

ما زال شكران الورى تاليا
لشأوها السابق في كل آن

قد قارن التوفيق اعلانه
والبر نجواه ونعم القران

فلم يكن والله من سره
وجهره ذام ولا بعض ذان

سبحان من يختص بالفضل من
يشاء تفضيلا وما شاء كان

أيده الرحمن ما أرخوا
لله ما وجه عيد الختان