لاع الغرام فؤادا لازم الشجنا - أحمد فارس الشدياق

لاع الغرام فؤادا لازم الشجنا
وعال حكما فطر في صارم الوسنا

تناوشتني عوادي الدهر ملبسة
اياي من حوكها ثوبى اسى وضنى

فكدت اذهل اني في رضى ملك
وانه لي مجن يدفع المحنا

من لا تزال سجاياه مطهرة
عن ان تشاب بشيء ذكره هجنا

سن المحامد بين الناس فاتخذوا
فرض الثناء عليه واجبا سننا

تأبى عدالته في منظر عوجا
والسيف اعمله بالحق فاحتتنا

ترى اللغات جميعا في مدائحه
فصيحة والذي لم يتغر لسنغا

ان لم يكن لكريم قط معجزة
فذاك معجز اسماعيل قد علنا

لو ينطق الصخر يوما قال مرتجلا
اني الين لذكرى عدله غدنا

قل الجدير بهذا المدح وهو عنا
لمن به غيره من ذا الانام عني

سل عنه من صار يجدى السائلين يقل
ما جدت الا من استجدائه المننا

سل القياصر عنه والملوك وهم
يعظمون حماه اينما سكنا

وسل ممالك اوربا وقد نعشت
فيها مكارمه كلا كما زكنا

هل الرشيد وابناء الرشيد بنوا
للفخر ذكرا كما فضل العزيز بنى

اكان يوما لبغداد الفسيحة ما
لمصره من قرى قد باهت المدنا

الاق دجلة لوحا من بواخره
ام الفرات اقل الجيش والسفنا

ام المعارف كانت في زمانهم
تحوى رئيسا عليها عارفا فطنا

ام كان ينشر مما الفوا صحف
في كل فن تسنى للهدى سننا

ام كان ام كان مما لا اطيل به
قولا فحسبك ان كنت امرء الحنا

ذاك الفخار على اصل الحضيض مشى
طفلا وهذا فخار يفرع القننا

ذاك الزمان بتدمير العباد اتى
وذا اوان لتعمير البلاد اني

سل رهط احمد والنعمان ما جنبا
حتى اهينا وفي تقواهما سجنا

وسائل الصبر اذ يعلو مطهمه
كيف الجناب الرفيع اليوم قد امنا

فاي هاتين اولى ان يقال لها
دار السلام وهل تؤتى الجمال كنى

وانظرا من كان مطبوعا على خلق
كمن تكلفه من هاهنا وهنا

اتى من المادحين المطرئين على خلق
جميع من خلدوا ذكرا لهم حسنا

فانما المرء تحييه مآثره
وما له غير ما تجنى يداه جنى

لكن اقول مقال الحق لا وجلا
من ذي ملام ولا مغرى يقول خنى

وما بقال فلان كنت ذا ولع
ولا بزخرف مدح كنت مفتننا

ومن تشقه حكايات مموهة
فانما مثله من بعيد الوثنا

ان الاوائل في روم الفخار شأوا
لكنهم في الجد للآخرين ثنى

قد يدرك الآخر الشأو الذي عجزت
عنه الاوالى وقد ينقاد ما حرنا

افدى العزيز الذي لولا مكارمه
لم يبق في الشعر الا قول من مجنا

من وصف خصر وارداف وماكمة
ونحو ذلك مما عقله فتنا

فلو عرضت على قوم جواهره
لما حلا احد منهم بها ثمنا

من ذا يشابه اسماعيل في خلق
تنسى حلاه الغريب الاهل والسكنا

صلاته رجحت آمال سائله
فكل قول اتى في شكرها اتزنا

في عصره الورق المضروب يبذل في
قراضة الورق المهدى اليه ثنا

ان تحص ما في لغات الناس من كلم
فأحص ايلاءه الآلاء والمثنا

لولا معاليه خلنا الناس قد نسيت
فعل الجميل وان الدهر قد افنا

اذ لا ترى غير وعد فات موعده
والغدر والمكر والاضغان والاحنا

ما ذا ترى في اناس طال مسخهم
فهل يعودون انسا بعد ما اسنا

راموا العزيز بضروهو نافعهم
وفي حماه اصابوا الرغد والغدنا

كادوا ولكنهم بآوا بغيظهم
وكل ذي منطق اياهم لعنا

سيعلمون غدا ماذا يحيق بهم
ومن يساوره السوء الذي اضطبنا

يا للعجاب وقد صرنا إلى زن
فيه نرى الجن امثال الورى سحنا

يروق عينك مرآهم ومخبرهم
يشف عن غول قصد في الحشا كما

ورب حر تراه العين ممتهنا
حتى تفاوضه في الامر ممتحنا

قد خيب الله مسعاهم وردهم
بغيظهم فهو عنهم يسلب الامنا

كما ادام لاسماعيل نعمته
وزاده بسطة يا طيب ذك منى

ابا الفداء ابيت اللعن ان لنا
منك الغناء وما عنه نصيب غنى

واننا ان نعد مدحا اليك يعد
مدحا علينا وفخرا باقيا وسنا

واننا ان نبلغ مصر تهنئة
بان سلمت فللدنيا بذاك هنا

العيد عاد بتخويل السرور لنا
وفي بحابح رغد العيش اسكننا

عيد به حزت انواع المبرة من
صوم ومن صدقات احيت الوطنا

بهرت خلقا واخلاقا ومنقبة
وشيمة ومزايا كلها حسنا

فما يباريك الا بائر بعنا
وما يجاريك الا خاسر غبنا

لا تخش باسا فذ والباس الشديد له
عناية بك اني كنت لن تهنا

ان الذين تقيهم منك مرحمة
ليبذلون لك الارواح والسكنا

فاسلم مدى الدهر في عز ومقدرة
وسيف عزمك ماض اينما مزنا

ودام نسلك فخرا للانام كما
سميك البر حلى نسله الزمنا