موعدُ العمرِ - أمل طنانة

لا ترقبِ الوقتَ صبحٌ حانَ أوْ غسقُ
أمْ ألقمتْ حلمَنا للمُنتأى الطّرُقُ

عندي من الصّبرِ ألفٌ من جدائلِهِ
طالَتْ سنابلَ وعدٍ بالهوى يَثِقُ

كلّ العنادِ الّذي في الأرضِ طوعُ يدي
في إصبعي خاتمٌ، في مِسمعي حلقُ

كُرمى لِعينِكَ مرآتي قضتْ حسداً
شاختْ و ما مسّها كُحلٌ ولا عبقُ

والثّلجُ ألقى على أجفانِها نُدَفاً
لما اعتراها جوىً في نارِهِ شبقُ

أنثى، أنا امرأةٌ، والوجدُ يعرِفني
والثّغرُ بسمتُه بالوردِ تأتلقُ

والشّوقُ في جسدي أرجوحةٌ عبثتْ
تطفو وتغرقُ في الذّكرى فأختنقُ!

يا موعدَ العمرِِ مازالَ الهوى حُرَقاً
قلْ كيفَ أهرَمُ، والأشواقُ تحترقُ؟

مازلتَ ضوءاً تسامى فوقَ داليتي
بينَ العناقيدِ والأوراقِ يندلِقُ

مِنْ كلِّ بارقِ خفقٍ ترتمي صورٌ
في كفِّها الأرضُ بالعُشّاقِ تعتنقُ

وأنتَ بيني وبينَ الوصلِ أوردَةٌ
فرّتْ مِنَ الدَّمعِ فارتدَّتْ بِها الحَدَقُ!

مفتاحَ حُلمي، أقلَّ اللَّوْمَ عنْ وَجَعي
مرَّتْ دُهورٌ ولم يهدأْ بيَ الْقَلَقُ

ستّينَ عاماً، وفي جيبي تغوصُ يدي
تُزيّتُ العهدَ كي لايصدأَ الحنَقُ

أرقِّعُ الأملَ المنسوجَ من غضبي
وأسكُبُ الحبرَ كي لايظمأَ الورقُ

ذاكَ الوصالُ الّذي راودتُ معبدَهُ
قطَّعتُ قلبي لهُ، فانهلَّتِ المزقُ

وأورقَ العشْبُ من رَضْبِ الشّفاهِ مُنىً
تُدني منَ الضّوءِ ما يَسخو بهِ الغدَقُ

لتُنجِبَ الجيلَ بعدَ الجيلِ من رَحِمي
والوصلُ عرسٌ لدامي الوردِ مُمتشِقُ!

سَلْ غُربةَ القلبِ هل يبقى الزّمانُ بِنا
أفقاً تبعثَرَ في أشتاتِهِ الشَّفَقُ؟

فيُُفصِحَ الفجرُ: إنّا راجعونَ غداً
يستلُّنا الجُنْحُ لِلعُليا، فَنَنْطلقُ!

مفتاحَ بيتي، سنأتي في رجالِ تُقىً
ماعاهدوا اللهَ إلاّ بالفِدى صدَقوا!