وادي الملوك عوادي الدهر أشباه - أمين تقي الدين

وادي الملوك عوادي الدهر أشباه
هل في حناياك للتاريخ أفواه

قص الزمان على مصر وغال به
أمثل جاه فؤاد في الثرى جاه

إن العظيم ثوى في جوف مقبرة
دون العظيم جنان الله مثواه

عز الخلود على من صان هيكله
وعزز الخلد نفسا صانها الله

قم فض عن كل فرعون غلالته
ينهض وتسقبل الدنيا سراياه

يمشون في مأتم غضت مهابته
عين الردى فتمنى لو تحاماه

يا باني الملك بالدستور لا سلمت
يد مسخرة تبني لموتاه

حاشا زمانك والشورى ومجدهما
إن قيل إن ملوك الناس أشباه

نهضت بالملك شد النيل عزمته
كلا الكريمين قد أوفى عطاياه

جرى حياة فدبت في مفاصله
وسرت شمسا فطافت في سجاياه

قد ينهض الملك إن جفت موارده
وليس ينهض إن جفت مزاياه

كلا كما في مجالي فخره شرع
النيل قام به والعرش حلاه

يا حاضرا في ضميري إذ أخاطبه
كفاني الجاه قلب فيك نجواه

إني إذا الشعر إدناني إليك فقد
آمنت حقا بأن الله أوحاه

شجاني العرش لما ذر شارقه
في مصر إن ظلال الدهر غشاه

آنست ملكا تظل الشرق رأيته
ويلتقي الغرب ندا يوم يلقاه

منور التاج معصوبا على ملك
كأن في التاج شيئا من محياه

في أمة من لباب الشرق بانية
مجدا على العلم والأخلاق ركناه

تطل يوما على الدنيا تسائلها
أي الشعوب يباهيها بدنياه

منى تملأتها دهرا فبددها
دهر تذل المنى فيه رزاياه كانت لنا حلما عشنا بلذته حتى رزئنا فؤادا فاحتسبناه

فؤاد لو دعت الأقدار ذمته
لصير الشرق بعضا من رعاياه

القلب تكذبه الرؤيا ببهجتها
ويشتهي حين يصحو عود رؤياه

يا حبذا الأمل المنشود حققه
تاج على رأس فاروق لمحناه

مصر على الملك المحبوب باكية
لبتك يا مصر من لبنان عيناه

لو أن نفسك تشفى بالطيوب سعى
إليك بالأرز يأسوها برياه

بتنا شجيين ناحت فاسجبت لها
كما تساجل بكاء وأواه

لمصر دين من الإلهام في عنقي
يا ليت شعري أهذا الشعر وفاه