في يوبيله الذي أقيم في المندى الكبير في الجامعة الأميركية في بيروت فينيسان يا جارة البحر العظيم سؤ - أمين تقي الدين

في يوبيله الذي أقيم في المندى الكبير في الجامعة الأميركية في بيروت فينيسان يا جارة البحر العظيم سؤالا
أشأوت جارك أم شآك جلالا

صنوان إما عشتما ورحبتما
لو لم يضق عما وسعت مجالا

قومي نساجل في الفخار ونحتكم
للدهر إذ كان الفخار سجالا

يطغى فيدفع ضلة أمواجه
وصفوت لم يترك هداك ضلالا

نقل النهى مع موجه ونقلتها
بتموجات في الأثير تتالى

وهدى رجال فنيقيا سبل العلى
وبعثتنا في العالمين رجالا

هو في القديم سمت به أفعاله
وأراك أسمي في الجديد فعالا

ما العز للباقي على أمجاده
كالعز للماضي بها استرسالا

يا جبر والجار العظيم كما ترى
أي أجل على الزمان نوالا

هي أكبرتك فمثلت بك مجدها
إذ كنت للقلب الكبير مثالا

ولو أنه راعي الجوار وحقه
أهدى لآلئه إليك وغالي

ليس الجمال بلؤلؤ يزهي به
ألشيب أبهى في الرؤوس جمالا

والدر أسني منه في لألائه
نفس كنفسك بالهدى تتلالا

عظم وقفت خلالها ونحوتها
عظما فكنتم في العلى أمثالا

أنتم ثلاثة أبحر بعدت مدى
هي وهو أمجادا وأنت كمالا

طالعت أيامي وطفت بساحها
أبغي شبابي يمنة وشمالا

قسما بضاحكة المنى وعهودها
لم ألق إلا ما دعوه خيالا

إني أفقت من الصبى فإذا الصبى ذكرى منى زالت وعهد زالا أشهى لدي من الشباب وعوده أدب نشأت به فصار خلالا أنا إن نسيت الرائعات من الصبى
لم أنس فيها العالم المفضالا

الشيخ إن شئت الرجال لعلمهم
والطفل إن شئت الرجال خصالا

لو كافأت أم اللغات جهاده
في نفعها ضربت به الأمثالا

أفشي لنا سر البلاغة علمه
بعض الذي يفشي يكون حلالا

نهج الزمان جديدة فانهج بنا
لغة تشاكل من زمانك حالا

عرض اللغات أصولها من صانه
فليمض تجديدا وينعم بالا

إنا لفي زمن كأن أديبه
حسب البيان مجانة ودلالا

الغمد أمسك بالفرند فلم يسل
والغمد أعياه فذاب وسالا

ليت الألى اتخذوا التجدد دأبهم
قالوا بما أستاذنا قد قالا

وطني وهذي الدار مأسدة به
فلطالما ولدت له الأشبالا

عرف الجميل فصانه في قلبه
وأباحها من نفسه الإجلالا

من مبلغ الغرب الجديد تحية
ألشرق يرسلها إليه مقالا

إن الذين عنوا بنا من آله
صاروا لنا يوم المفاخر آلا

أعظم بهم قوما كأن نفوسهم
خلقت لتخلق مثلها الأبطالا

ألآسخياء بما حوت أيمانهم
فإذا عداك العلم حئت المالا

يا بنت فاتنة الزمان بعلمها
عالي الزمان بها وليس تعالى

مشت النهى في رحب ساحك حرة
فما فككت عن النهى الأغلال

المستقل بنفسهى لك نفسه أنت التي علمت الاستقلالا
...

عجبي لحاملة الصليب إلى الهدى
إني حملت مع الصليب هلالا

عوذت باسم العلم مجدك من أذى
يصم الكريم ويثلب الافضالا

يا معمل الأخلاق حسبك إننا
كنا لما علمتنا عمالا

البحر جارك لو قضى لك ذمة
وقضى لجبر ذمة تتوالى

أعطاني الدرر الغوالي منحة
فصنعتها لكليكما تمثالا