ثوبها العاري - أنسي الحاج

ثوبها العاري
كانت الشمس جالسة بين النساء.
سيكون للشمس قمر على يديَّ وسأُعطيها يد اللّيل.
...
لا يتكلّمْ عن الحُبْ أحد. عندما عثرتُ على الجالسة
خجلتُ إذ رأيتها فلم أقل لها. كنت أعرف أنّي أحدَ الأيّام
سأجدها. لكنّي وقفت كالأبله.
نظراتي نصَبت مكمناً في صوتي، فأشاح صوتي
بنظره خوف الفضيحة.
وخرجتُ من الغابة لتفترسني الشمس.
...
سعادتي تُخاطب الأشجار وتحزن بلا سبب.
سعادتي حشيش تحت قدميّ.
...
حبيبتي شمس طريّة، لها على جبيني شحوب.
حبيبتي حليب وعشب. إنحدرت عن كتفيها
العواصف. إستعبدَتها النار واستبدّت بها الينابيع
والأحجار الكريمة.
كنز الكنوز الصامد من أجلي.
وأنا أصير نُحاساً ليشتدّ انعكاسها عليّ، وشُعاعاً
لأعود إليها، وماء كي تظنّ نفسها وحيدة فيه.
وثوبها العاري يُهدّد كُلَّ نهر بالفيضان والحريق.
وإذا الحريق احترق، تخلع ثوبها كمن يفتح جفنيه.
وتركض إلى النار تخنقها بعُريها المُصمَّم في ضوء
منام عتيق، عُريها المنهار كالنور.
ولها ، فوق العالم، انحناءةُ امرأة على ساقيها
في مرآة!
...
صغيرة وقدماك كخاصرتين.
سلامُك نبيذ وحربك ذهَب.
من كان يعرفك فغداً لن يعرفك.
ستُصبحين أُمّاً لجميع الأشياء وبهدوء تتَّجهين نحو
جسدك.