أيّها الرّاحل العزيز المفدّى - إبراهيم المنذر

أيّها الرّاحل العزيز المفدّى
ما عهدناك صامتاً تتوارى

بل عهدناك ناطقاً تملأ الرّبع
بما يجعل النّفوس سكارى

أخرس الموت ذلك الصّوت وانقاد
إليه ليث أعزّ الدّيارا

فمضى النّائب الذّي كان يُحيي
في المهمّات ليله والنّهارا

وارتدت زحلة الحداد وأذرت
من شديد الأسى الدّموع الغزارا

فقدت شبلها ومن مثل شبل
أدباً أو بلاغة واقتدارا

فقدت سيّد السّياسة فيها
من يردّ الخطوب عنها كبارا

يا بني زحلة الحزانى عرفتم
وعرفنا مصابنا والخسارا

فخذوا من مآثر الشّبل نورًا
وخذوا من حماسة الشّبل نارا

وانشقوا ذكره أريجاً زكيّاً
واجعلوا ذلك الضّريح مزارا