كهيعص - أديب كمال الدين

لأبي، منجم الوقت، خمسون اسماً عجيباً وقلباً نبّياً..
ومرآة حبّ كبيرة
لأبي، سيّد الماء، أنف وقور، وعينان من أرقٍ
وامتحان، وتيجان غيم ونور، وكفان قد قُطّعا
في الليالي إليّ (فجاءا) برأسي إليَّ
فابتسمتُ وأوماتُ للريحِ أن احضري اليومَ عرسي..
وقومي كما ينبغي للضيوف: الوحوشْ
مثلما ينبغي الآن مثلي.
لأبي، سيدّ الوقت، تيجان زهو تحلّى بها نصف لحظةْ
ثم فارقها ميّتاً فارقَ الفجرَ ظلهْ
وانبرى للملائكةِ الواقفينْ
سيّداً من يقينْ
صارَ للجّنِ قاموسَ موتٍ مضيء..
فأورقتُ في الليل ظلاً
وأورقتُ في النورِ فجراً..
على بابه المحتفي كنتُ في حرفه نحني
أو أقاوم في جسدي ما أرى من دمٍ نازفٍ
نخلةً في دهاليز غامضة ظللتها السيوفْ
جذعها الكاف
جذرُها الهاءُ والياءُ والصاد
سعفُها العينُ. أورقتُ عينْ
وتجاوزتُ ما قاله الحقُّ لي
عن ضرورةِ شقِّ الفراغِ إلى قطعتينْ
وقتَ تقسيمَ جرحي البليغ على بابهم كي يروا
في قرون ستأتي مرآةَ قلبي المضيء
من دمي أورقَ الياسمينْ
الوحوشُ استداروا إليّ: اطعنوا يا ضيوف الجحيمْ!
من دمي أورقتْ سورةُ الرملِ والأنبياء:
ألف لامٍ وميمْ
الوحوشُ استداروا إليَّ
صارَ للربّ أسطورة، للعروش مفاصلها القاضمةْ،
للسنين الأكاذيب في مهدها لامعةْ
فاهبطي يتها المعجزةْ
واسمعي إنني الدمدمةْ
إنني عطشُ الجمجمةْ
إنني..
نبشوا صيحةَ الروح
حملوا صيحةَ الروحِ فوق الرماحْ
صارَ للربّ أسطورة: نخلة من دهاليز غامضة ظللتها الحتوفْ
طلْعها الكافُ والهاءُ والياءُ والعينُ والصاد
طلْعها الله.