ذكرى - إيليا أبو ماضي
إنّي امرؤ لا شيء يطرب روحه
و يهزّها كالزهر و الألحان
أللّحن من قمريّة أو منشد
و الزهر في حقل و في بستان
هذا يحرّك بي دفين صبابتي
و يهزّ ذاك مشاعري و كياني
يهوى الملاحة ناظري صورا ترى
و أحبّها في مسمعيّ أغاني
و أحبّها نورا جميلا صافيا
متألّقا في النفس و الوجدان
و أحبّها سحرا يرفّ مع النّدى
و يموج في الألوان كالألوان
و أحبّها ذكرى تطيف بخاطري
لأخ هويت ، و غادة تهواني
أو مجلس للحبّ في ظلّ الصبا
إنّ الحياة جميعها هذان
أو في خيال منازل أشتاقها
كم من جمال في خيال مكان
و لقد نظرت إليكم فكأنّما
أنا في الربيع و في ربى لبنان
أصغي إلى النسمات تروي للربى
ما قالت الأشجار للغدران
و إلى السّواقي و هي تنشد للصبا
و الحبّ ، في الفتيات و الفتيان
و إلى الأزاهر كلّما مرّت بها
عذراء ذات ملاحة و بيان
متهامسات : ما نظنّ ( فلانة )
أحدا بها أولى من ( ابن فلان)
يا ليت ينثرنا الغرام عليها
من قبل ينثرنا الخريف الجاني "
ألفت مجاورة الأنام فأصبحت
و كأنّها شيء من الإنسان
فإذا نظرت إليها متأمّلا
شاهدت حولك وحدة الأكوان