هملت - إيليا أبو ماضي

يا نبأ سرّ به مسمعي
حتى تمنّى ؟أنّه النّاقل

أنعيش في المنى مثلما
يحيي الجديب الواكف الهاطل

عرفت منه أنّ ذاك الحمى
بالصيّد من فتياننا آهل

عصابة كالعقد في ((أكرن))
يعتزّ فيها الفضل والفاضل

من كلّ مقدام رجيح النّهى
كالسّيف إذ يصقله الصّاقل

البدر من أزراره طالع
والغيث من راحته هامل

وكلّ طلق الوجه موفوره
في بردتيه سيّد مائل

شيهة الشّرق ؛ انعمي واسلمي
كي تسلم الآمال والآمل

بكم وبالرّاقين أمثالكم
يفتخر العالم والعمل

بعثتم ((هملت)) من رمسه
((فهملت)) بينكم مائل

تمشي ويمشي الطّيف في إثره
كلاهما مّما به ذاهل

لا يضحك السّامع من هزله
كم عظة جاء بها الهازل

رواية يظهر فيها لكم
كيف يداجي الصّادق الخاتل

وتنكث المرآة ميثاقها
وكيف يجزي المجرم القاتل

وإنّما الانسان أخلاقه
لا يستوي النّاقص والكامل

والنّفس كالمرآة إن أهملت
يعلو عليها الصّدأ الآكل

والنّاس أدوار، فذا صاعد
يراود الشّهب وذا نازل

والدّهر حالات ، فيقوم به
نحس، ويوم سعده كامل

فمثلوا الجهل وأضراره
حتّى يعادي جهله الجاهل

ومثّلوا الفضل وآياته
كي يستزيد الرّجل الفاضل

وصوّروا المجد بلألائه
عسى يفيق الهاجع الغافل

ويرجع الشّرق إلى أوجه
كما يعود القمر الآفل

وانبوا إلى الآتين من بعدكم
يبن لمن يخلفه القابل

ما دمتم للحق أنصاره
هيهات أن ينتصر الباطل