أجل أعيادنا أيامك الغررُ - ابراهيم الأسود

أجل أعيادنا أيامك الغررُ
كأنما هي في صحف الهنا سور

والبشر في موكب العيد السعيد بدا
يفتر فيه لنا التوفيق والظفر

والدهر وافاك في بشر وفي طرب
والناس في مظهر الافراح قد ظهروا

وتلك ايامنا آلت بشاشتها
ان لا تعاودها في يمنك الغير

كهالة قد بدا العيد السعيد لنا
وانت في قلب تلك الهالة القمر

يا سيداً تملأ الدنيا مآثره
وفيه عنها صروف الدهر تنزجر

ومن اذا استنجد العافي انامله
سحت وفاضت يحاكي فيضها المطر

لي مقول فيك مثل السيف منصلت
وخاطر شعره كالغيث ينهمر

شعر بلبنان قد سارت قصائده
كانما هي فيه الانجم الزهر

كم صغت منه بمدح فيك قافية
كالمزن صافية ما شابها كدر

والآن خذ من ثنائي كل محكمة
ابياتها حكمٌ الفاظها درر

فكيف لا املأ الدنيا بها وعلى
ولاك تشهد لي ابياتها الغرر

وبالثبات على عهد الولاء الى
علاك يشهد لي في طوله العمر

خمسون بعد ثمانٍ قد مضت وانا
باقٍ بامرك يا مولاي أأتمر

وان اصغ بسوى علياك قافية
باي عذر الى علياك اعتذر

محضتك الود صفواً والاله على
ما قلت يشهد والآيات والسور

ومن كبولس عوادٍ يحق بان
يخصه بالولاء البدو والحضر

وقد وهبتك قلباً فيك ذا شغف
وليس يملك قلبي غيركم بشر

لا زلت للدهر مرفوع اللوا ابداً
تهدي اليك الثنا الروحات والبكر

ولا خلا الدين من حبرٍ تضيء لنا
آراؤه وظلام الخطب معتكر

بك الدين روض بالمسرات مزهر
وغرس نضير في جنى الفضل مثمر

وذكرك موصول الرواية بالثنا
وفي مصر والشامات بالشكر يذكر

تآليفك الغراء كالصبح قد بدت
واسفارها عن جوهر الحق تسفر

الست الذي هزّ المنابر حكمة
واعوادها تختال فيه وتخطر

الست الذي في صبره ادرك المنى
وعلمنا في عهده كيف نصبر

وبيروت قد ذاقت من الصبر جرعة
حلت يوم فيها حل منك المظفر