ان نوحي على المراد مرادي - ابراهيم الأسود

ان نوحي على المراد مرادي
وهو مجدٍ في ملتي واعتقادي

فدموعي تطفي لهيب ضلوعي
وبكائي للجرح خير ضماد

ان حزني عليه حزن شديد
بت منه مضيعاً لرشادي

كان عوناً في الدهر لي ونصيراً
وعليه قد كان كل اعتمادي

كان في مقلة الزمان ضياءً
فخبا بعده ضياء النادي

كان سمح البيان سهل المعاني
راسخ الاعتقاد سامي المبادي

لا يعادي ولا يُعادى ولا يفقه
معنى الخصام والاحقاد

شمم في وداعة وعلاء
في اتضاع وعزة في انقياد

طلب العلم حيث كان به
من خير اهل الجهاد والاجتهاد

واستخف الحياة حتى لقد كان
يسمى بها من الزهاد

يا وفياً ما غيرته الليالي
بل رأيناه بالوفا في ازدياد

يا نسيباً اقلقت وجداً وسادي
وحبيباً طال عليه سهادي

ليس يخفى حبي فانت وربي
تعلمان الذي يكن فؤادي

ما شققنا القلوب حزناً وقد علمتنا
الصبر في الخطوب الشداد

كم جلوت الغموض بالرأي والعقل
وحسن التدبير والارشاد

لمرادٍ كم من صنيع جميل
بات فيه محجة القصاد

ان نصغ من صفاته الغر عقداً
كان للغيد حلية الاجياد

زين البدر افقه بضياه
وهو بالفضل كان زين البلاد

انفق العمر دارساً يطلب العلم
بكشف عن اصله واجتهاد

عيلم يملأ العقول علوماً
فرع اصل يقفو خطى الاجداد

من تناسى ود الحبيب فاني
لست انسى اغراقه في ودادي

يا خليلاً وانت خير خليل
بدموعي ارثيه لا بمداد

لم يواروك في التراب ولكن
في رحيب الصدور والاكباد

ولأدما وللجميع عزاءٌ
ببهيج وسائر الاولاد