غبريل حسبك ان تكون رسولا - ابراهيم الأسود

غبريل حسبك ان تكون رسولا
لفرنسةٍ ولنا حمىً ومقيلا

قد جئت مندوباً للبنان وسورية
لتبلغ فيهما المأمولا

واذا هما ضلا سبيل سياسة
تهديهما سنناً لها وسبيلا

وافيت لبناناً يساور علة
قد ازمنت فطوى الزمان عليلا

فعساك تشفي داءه فلكم شكى
الماً وعانى محنة ونحولا

قد كبروه وصيروه دولة
شمخت وطاولت الشوامخ طولا

ولو انهم ذكروا مساحته لما
ضلوا السبيل وخالفوا المعقولا

وتذكروا ان الاهالي ازمعوا
عنه الى اقصى البلاد رحيلا

وتذكروا ايام تركيا ومن
ساسوه عهداً بالرخاء طويلا

وضرائباً تجبى وما إن ارهقت
فيها الجباة مكلفاً تحصيلا

وتذكروا امناً به وعدالة
ورفاه عيش بكرة واصيلا

ولو انهم حفلوا بذلك او رعوا
تاريخهم لم يركبوا التضليلا

ولأرجعوه لسالفٍ من حكمه
ولجنبوه حواشياً وذيولا

الفاك يا مولاي ان ضلت به
طرق الهداية مرشداً ودليلا

فانهض به واردد له ايامه
النصرات باسمة الثغور الاولى

فلأنت اجدر ان تقيه نزوةت
وتقيه داءً في الضلوع دخيلا

اما الوظائف فهي سيل جارف
فيه يسد اباطحاً وسهولا

كادت تزيد على بنيه عدة
ولقد رأوا ذاك العديد قليلا

وعلى الارائك اجلسوا من لم يكن
كفوءاً وردوا المستحق ذليلا

اما الطوائف فهي ادوى دائه
وبها يساس وما اصابوا سولا

شكواي ابعثها بطي تهانئي
فعسى مطالبنا تحوز قبولا