لبنان اصبح في قدومك مسعدا - ابراهيم الأسود

لبنان اصبح في قدومك مسعدا
وبأرزه بات الهزار مغردا

وتهللت منا النفوس مسرة
والبشر ما فوق الاسرة قد بدا

فنظمت فيك من المديح قلائداً
نظمت كما نظم الجمان منضدا

اهلا بمقدمك السعيد فقد غدا
فيه لنا زمن السرور مجددا

اهلا بمن يبدو لشائم جوده
من وجهه بشر يدل على الندى

اسكندر يا ذا الحصافة من به
بتنا نصول على الزمان اذا عدا

اسكندر يا صاحب الحزم الذي
راض الامور وما يزال مسددا

قد نلت اقصى ما تروم من العلا
وغدوت مرفوع اللواء مؤيدا

وبنيت مثل ابيك بيتاً باذخاً
للمجد فوق النيرين تشيدا

بيت سمت بك في العلا شرفاته
وغدا باخوتك الكرام موطدا

وبشكرنا نختص ريشار الذي
بالفضل مثلك قد تبرع وابتدا

بلقاك كان لنا العزا من بعد ما
الموت الزؤام عدا ومد لنا يدا

واغتال من الغادة الحسنا التي
بصلاحها كانت مناراً للهدى

والشمس بعد غيابها كسفت وقد
لبست لها الشهباء بردا اسودا

واميل بعد مماتها قد عاف ورد
الماء واتخذ المدامع موردا

وغدا بنوها واجمين وكيف لا
والخطب ارهف في قلوبهم المدى

والام اضنى قلبها حزن على
تلك التي ظلما بها فتك الردى

وبكت وقالت ان قلبي لم يكن
لسواك يوماً يا متيل مكمدا

بئس الحياة فكل حي للفناء
مصيره فيها وان طال المدى

يبني القصور الشامخات ويبتني
مجداً ويذهب كل ما يبني سدى

نلهو بزخرفها ونرقد وهي في
فتكاتها أجفانها لن ترقدا

هذا مصير العالمين وهل ترى
حياً وان طال النجوم مخلدا

ما كان الا آسياً لكلومنا
منك القدوم وللهموم مبددا