أَولا تَراهُم يَرتَدونَ - الياس أبو شبكة

أَولا تَراهُم يَرتَدونَ
اللَيلَ حَتّى منتَهاه

يَستَنزِفونَ دم الشَبا
بِ وَيَرقُصونَ عَلى قواه

هذا فَتىً كانَت تَموَّ
جُ بِالجَواذِبِ وُجنَتاه

كانَ النَدى يَطفو عَل
ى آمالِهِ وَعَلى صِباه

كانَت أَزاهيرُ الربى بِالأَ
مسِ تَسكَرُ مِن شَذاه

وَذُرى الجِبالِ إِذا رَأَتهُ تَ
قولُ ما أَعلى ذُراه

ماذا دَهاهُ اليَومَ الشَه
واتُ تَعرفُ ما دَهاه

أَما الجَمالُ فَإِنَّهُ لَم تَب
قَ تَعرفه دُماه

وَلَكَم سَمِعتُ الوَردَ يُن
كِرُهُ فَيَسأَل مَن تُراه

وَالفَجرُ أَصبَحَ يَعرِفُ الد
نيا جَميعاً ما عَداه

عَهدانِ عَهد هَوىً نَق
يٍّ ماتَ في سَرف وجاه

وَهوىً يعربِد في دمي
وَتنشّ في كَأسي دِماه

لَم أَدرِ مَن هيَ أُمه الع
رّى وَلم أَعرِف أَباه

بَحرٌ مِن الشُبهات مِر
آةٌ لِأَهوالِ الحَياه

أَلهمَّ صخرتُه الصَغي
رَة وَالمَساخِر شاطِئاه

لا تطعمِ الحُبَّ اللجام
وَدَعه يَدلج في سراه

دَعهُ فَأَمُّ الطِفل تم
لكهُ كَما مَلَكَت سِواه

لِسَريرِها خَلجاته وَل
مرشَفيها مرشفاه

وَنِساء هذا العَصر إِن
أَحبَبنَ أَطعَمنَ الشفاه

أَما قُلوب العاشِقاتُ
فَإِنَّها وَآخجَلتاه