أَرجِع لَنا ما كان - الياس أبو شبكة

أَرجِع لَنا ما كان
يا دَهرُ في لُبنان

كانَت لَنا
أَحلامُنا وَالمُنى

وَكانَ صَفوُ الزَمان

كانَ الضَميرُ الهني

مِن كَنزِنا المُزمِنِ

وَراحَةُ الوِجدان

وَكانَ كانَ الأَمان

وَالعَيشُ حُلوَ الجَنى

يا دَهرُ أَرجِع لَنا

ما كانَ
في لُبنان

أَرجِع إِلى الأَحداق

أَطيافَها المُبعَدَه

وَلِليّالي الوجاق
وَالموقِدَه

أَرجِع إِلَينا الصاج

وَالجرنَ وَالمهباج

وَخِصبَنا في الرُبى

وَنورَنا في السراج

وَاِستَرجِعِ الكَهرَبا

وَكاذِباتِ الغِنى

يا دَهرُ أَرجِع لَنا

ما كانَ
في لُبنان

ذاكَ النَبيذُ العَتيق
في الخابِيَه

وَذلِكَ الإبريق
يَهُشُّ في الزاوِيَه

وَالنَرجِسُ المُستَفيق
عَلى رُؤوسِ الحَبَق

وَالريحُ لصٌ مَرق
عَلى رُؤوسِ الحَبَق

كَأَنَّهُ ما سَرَق

كَأَنَّهُ ما جَنى

يا دَهرُ أَرجِع لَنا

ما كانَ في لُبنان

أَرجِع إِلى الوادي

فَلّاحَهُ الغادي

وَطَيرَه الشادي

وَالرَفشَ وَالمِعوَلا

وَالمَوسِمَ المُقبِلا

إِلى القُلوبِ البَأس

إِلى العُيونِ الجمال

وَعِزَّةً لَلنَّفس

وَراحَةً لِلبال

أَرجِع لَنا وَجهَنا

يا دَهرُ أَرجِع لَنا

ما كانَ في لُبنان