كَيفَ حالُ المَريضِ ماذا جَرى لَهُ - الياس أبو شبكة

كَيفَ حالُ المَريضِ ماذا جَرى لَهُ
كَيفَ أَمسى تُرى وَفي أَيّ حاله

إِنَّ قَلبي لَدى سُؤالِك هذا
يَقِفُ اليَومَ قاطِعاً آمالَه

ما يُفيدُ النُواحُ يا أُخت نَفسي
إِنَّني قِسمة الردى لا محاله

كُلَّ لَيلٍ أَرى خَيالَ ضَريحي
وَأَرى المَوتَ يستعدُّ خِلاله

كُنتُ قَبلاً أُعَلِّلُ النَفسَ لكِن
علةُ الصَدرِ لا تبقّي عُلالَه

أَمحقي ذِكرَياتِ أَمس فَخَيرٌ
لَكِ أَلّا يَبقى لِأمسٍ سُلالَه

أَمحقيها بِحَقِّ روحي وَحُبّي
أَمحَقيها فَالذِكرَياتُ ضَلالَه

وَاِعلَمي أَن دَمعَةً فَوقَ مَن تَهو
ينَ تَحتَ التُرابِ تُؤذي خَياله

قَرَأتها فَأَمسَكت عبراتٍ
لَو أُريقَت في النَيلِ هالَت جلاله

عبرات من ذوبِ قَلبٍ مُدمّى
لَو أُريقَت في القفرِ أَدمَت رماله

أَمسَكتها عَنِ الرِسالَة حَتّى
لا تُهينُ الدُموعُ تِلكَ الرِسالَه

وَكَأَنَّ الدُجى مَريضٌ يُوالي
في الشَواطي مَع النَخيلِ سُعاله

وَإِذا رَعشَةٌ أَمَرَّت عَلَيها
جانِحيها وَاللَيلُ يَطوي ظِلاله

وَأَتى الفَجرُ شاحِباً فَوقَ مَوجا
تٍ كَأَنَّ السُعالَ أَشغَل باله