في رَبيع الحَياةِ حُلوُ الخِصالِ - الياس أبو شبكة

في رَبيع الحَياةِ حُلوُ الخِصالِ
طَيِّبُ الخُلقِ واسِعُ الآمالِ

أَوشَكت صورَةُ الألوهَة أَن تك
مَلَ فيهِ لَولا اِعتِراض الزوالِ

قَلبُه قَلبُ رَبه حينَ يَقرى
يُطعِمُ اليَتمَ قَلبُه لا يبالي

في حناياهُ لِلفَقيرِ حنوٌّ
وَحَنينٌ لِآيةٍ في الجَمالِ

لِفَتاةٍ تَبكي عَلى شاطىء الني
لِ وَراءَ النَخيلِ فَوقَ الرِمالِ

لِفَتاةٍ عَذراءَ لَم تَدرِ لَولا
هُ مَعاني العَذابِ وَالأَهوالِ

لِفَتاةٍ أَحبها وَأَحَبَّت
هُ فَعاشَ القَلبانِ بَعضَ لَيالِ

في رَبيع الحَياةِ يَقضمه الدا
ءُ وَلِلدّاءِ قسمةٌ في الرجالِ

صامِتٌ يَسأل الرؤى في سَريرٍ
يَتَخَطّى بهِ إِلى الآجالِ

عرفَ المَوتَ قَبل أَن ينتَحيهِ
فَإِذا المَوتُ مَنفَذٌ لِلكَمالِ

فَاِصطَفاهُ خلّاً لهُ وَكَثيراً
ما تَمَنّاهُ في اللَيالي الخَوالي

صامتٌ إِنَّما المحدِّقُ فيهِ
يَتَراءى لهُ وَميضُ خَيالِ

فكرَةٌ من خِلالِ عَينَيهِ تَبدو
غَلَّفَتها لهُ وَميضُ خيالِ

يا جلالَ النُفوسِ أَنتَ من الخُل
دِ وَلَو كُنتَ في غِلافِ بالِ