قُصَّ لي سيرَةَ الَّذينَ أَحَبَّوا - الياس أبو شبكة

قُصَّ لي سيرَةَ الَّذينَ أَحَبَّوا
قَبلَنا أَنتَ أَحسَنُ الناسِ ظَنّا

أَسنِدي رَأسَكِ الجَميلَ إِلى صَد
ري وَأَصغي أُسمِعكِ ما لَيسَ يَفنى

أَوَّلُ العاشِقينَ يا لَيلَ قَيسٌ
لَيسَ في الحُبِّ قَبلَ قيسٍ مُعَنّى

تَيَّمَتهُ يا لَيلَ لَيلى وَلَمّا
زُوِّجَت مِن سِواهُ هام وَجُنّا

وَأَحَبُّ العُشّاقِ مَن هام يا لَي
لى بِلَيلى وَكان ما نَحنُ صِرنا

وَجَميلُ بنُ مَعمَرٍ أَتَمَنّى
لَو تَرَوَّيتِ كَيفَ كَرَّمَ بَثنا

زادَهُ حُبُّهُ عَفافاً وَنُبلاً
كُلَّما عَضَّهُ اِمرؤٌ وَتَجَنّى

شِعرُهُ لَو عَرفتِ كَيفَ يَفوحُ ال
صِدقُ مِنهُ لقُلتِ ذلِكَ مِنّا

أَكرَمُ العاشِقينَ عَيناً وَقَلباً
أَطرَبُ الشاعِرينَ مَبنىً وَمَعنى

وَمِنَ الحُبِّ عُروَةُ بنُ حِزامٍ
نالَ في المَوتِ شَطرَهُ وَاِطمَأَنّا

ماتَ في عَفرَ ثُمَّ ماتَت بِهِ عَف
را كِلا العاشِقينِ ما يَتَمَنّى

هيَ أُسطورَةٌ مِنَ الشِعرِ قالوا
وَهيَ أَسمى حَقايِق الحُبِّ قُلنا

وَلَو أَنَّ القُلوبَ لَم تَفنَ في الحُ
بِّ لما أَورقَ الجَمالُ وَغَنّى

لَيلَ ما أَنزَلَت كَروحِكِ كَفُّ اللَ
هِ روحاً وَلا كَحُسنِكِ حُسنا

وَالحَنانُ الَّذي يُخَدِّرُ عَينَي
كِ أَفي الأَرضِ لِلسَّما مِنهُ أَدنى

كُنتِ في الناسِ كَالنِساءِ فَلَمّا
جِئتِ قَلبي ظَهَرتِ شِعراً وَلَحنا

وَزَرَعتِ الآمالَ فيَّ نُجوماً
أَيُّ كَنز أَحبَّ مِنها وَأَغنى

نَحنُ يا لَيلَ أَسَعدُ الناسِ فَل
نَغفِر لَهُم كُلَّ ما يَقولونَ عَنّا