وَقفاً بميروبا عَلى أَطلالِها - الياس أبو شبكة

وَقفاً بميروبا عَلى أَطلالِها
وَاِنظُر إِلى وُديانِها وَتِلالِها

تَجري مِياه النَبعِ بَينَ رِياضِها
حَتّى تَخالَ الماءَ من أَصلالِها

كَيفَ التَفتَّ سعت إِلَيكَ جَداوِلٌ
ضَحِكَت عَلى قيلِ الطُيورِ وقالِها

فَهُناكَ نَهرٌ قَد تَسَلسَلَ ماؤُهُ
مِثل اللُجين يَسيلُ بَينَ جِبالِها

تَتَمايَلُ الأَشجارُ حَولَ ضِفافِهِ
فَيخطُّ فيهِ الماءُ رسمَ خَيالِها

شَجرٌ لَها أَرجٌ يَفوحُ معنبِراً
فَيجدِّد الأَرواحَ في عمّالِها

وَخَمائِلُ الصَفصافِ ظَلَّلتِ الثَرى
فَتَبَرَّبعَ المصطافُ تَحتَ ظلالِها

صَنين يَرمقُ أَرضَها وَسَماءَها
بِلِحاظِ صَبٍّ هائِمٍ بِجَمالِها

فَكَأَنَّها تَحيا لِأَجلِ وِصالِهِ
وَكَأَنَّهُ يَحيا لِأَجل وِصالِها

هيَ غادَةٌ في كسروانَ مقيمَةٌ
تَصطادُ أَربابَ الهَوى بِحِبالِها

أَخَذَت من التُفاحِ أَحمَرَ خدِّها
وَمن اِخضِرارِ الجوزِ أَخضَرَ خالِها

سحرَت بِأَطرافِ اللِحاظِ رِفاقَها
فَحَسَدنَ في الأَلحاظِ سحرَ حلالِها

أَنّي لفارِيّا جمالُ مروجِها
وَمَناظِر ضَحِكَت لَدى شَلّالِها