في فؤادي من أسى ما في فؤادك - جبران خليل جبران

في فؤادي من أسى ما في فؤادك
وبجفني سهاد كسهادك

كيف لا أطلق دمعي ولقد
كنت ما عشت أسيرا لودادك

يا فتى الأخلاق والآداب كم
في المحبين شريك في حدادك

كم أخي علم وفضل مكبر
في مجالاتها قدر جهادك

جل في أوحدك الخطب كما
جل في أوحدها خطب بلادك

كان في نشء الحمى نابغة
يقتفي إثرك في أعلى مرادك

فرمى الدهر به من حالق
لا تكل لليأس تصريق قيادك

ومن البر بمن تبكيه أن
لا يكون الثكل أقوى من رشادك

فلقد أعقب طفلا ماله
بعد فقد الأب عون كافتقادك

رد ما اسطعت على إنمائه
كل ذخر من حنان في سوادك

وليهيأ للمعالي وليفق
شأنه شأن أبيه باجتهادك

هذه تقدمة لله إن
زدتها كانت لديه خير زادك

يا إلها سامنا أقسى النوى
أنت أدرى يا إلهي بمرادك

آنس المحبوب في وحشته
ولينفر رمسه صوب عهادك