مصر تهدي إلى بنيها السلاما - جبران خليل جبران

مصر تهدي إلى بنيها السلاما
وهي تدعو إلى الحفاظ الكراما

خير اولادها لديها مقاما
من رعى عهدها وصان الذماما

حين ألقت بنيها الزماما

إن هذا ليوم فصل ورأي
ليس فيه مجال أمر ونهي

كل من صال فيه صولة بغي
وتجنى على الهدى بالغي

نصر الوزر واستحل الحراما

بايعوا العلم والفضيلة فيه
أيدوا كل عاقل ونزيه

قاطعوا كل جاهل وسفيه
راقبوا الله في الحمى وبنيه

ضل من يجعل الضلول إماما

حاذروا في اختياركم أن تراءوا
حاذروا أن يسود الأغنياء

فتهانوا ويشمت الأعداء
ويح شعب يقضى عليه القضاء

فتولى جهاله الحكام

أثبتوا أن في البلاد جالا
حققوا بالكنانة الآمالا

رجحوا العقل واستخفوا المالا
إفسحوا للأكفاء منكم مجالا

وأهيبوا بهم أماما أماما

إن مصرا تريد عهدا جديدا
سئمت ما مضى وكان شديدا

فاطلبوا المطلب الكبير البعيدا
واقتدوا بالهلال كان وليدا

منذ حين فصار بدرا تماما

وكأني بالغرب يرنو إليكم
ليرى قيمة الحياة لديكم

فليكن شاهدا لكم لا عليكم
ذاك في وسعكم وبين بديكم

إن رشدتم حمية واعتزما

أيها الناخبون أمر البلاد
أمركم أحكموه والله هاد

لا تطيعوا مشورة الأحقاد
لا تزيغوا لنزعة من وداد

لا ترموا سوى الفلاح مرما

ذلكم شأن مصر شرقا وغربا
وهو ما لا يهون إن ساء عقبى

من دعاه فيه الصواب فلبى
عز حزبا وكان لله حزبا

وحمى الله حزبه أن يضاما

هوي وم إن تعدلوا سر جدا
فاجعلو لغابر الظلم حدا

واجعلوه لمبدإ العدل عهدا
عدل يوم يبدل النحس سعدا

عدل يوم يعدل الأياما

ينظر الشرق من قصي النواحي
كيف تستقبلون عصر الفلاح

مصر كانت فريدة أمصار
وهي في يومنا حمى آثار

أيهاالنائبون عنا بدار
لتجدوا لها شباب فخار

فتباهي بقومها لأقوما