لَكَ في المَعالي الآن مَطلَعُ عِزَّةِ - خليل الخوري

لَكَ في المَعالي الآن مَطلَعُ عِزَّةِ
وَمِنَ المَفيضِ السَعدِ منبعُ نِعمَةِ

لا زِلتَ تَظفُرُ بِالسَعادَةِ بِالِغاً
أَوجَ المَراتِبِ رافِلاً بِالبَهجَةِ

فَقَد اِتَّضَعَتَ عَلى الوَداعَةِ سالِكاً
فَصَعدتَ مُرتَقياً لا شَرَفِ رُتبَةِ

أَحسَنتَ سَعيَكَ بِالصَداقَةِ وَالهُدى
فَظَفَرتَ في إِحسانِ أَعظَمِ دَولَةِ

فيكَ اِنطَوى اللُطفُ الخَفيُّ مُحجَّباً
فَظَهَرتَ لِلعَليا بِأَعظَمِ حِلَّة

شَيَّدتَ لِلوَطنِ العَزيز مَفاخِراً
وَاِمتَزتَ بِالإِفضالِ بَينَ المِلَّةِ

لَكَ في رُبى الشَهباءِ ذِكرٌ دائِمٌ
مِنهُ يَفوحُ الطَيبُ كُلُ عَشيَةِ

وَمَآثِرٌ في اللاذِقِية جَمَّةٌ
يَثنى عَلَيكَ بِها بِأَخلَص نَيَّةٍ

وَعَلى عُلى لُبنان فَضلٌ شامِخٌ
فَوقَ الشَوامِخِ مُعلِنٌ بِالمنَّةِ

وَبِأُفقِ بَيروتٍ شُعاعَكَ قَد سَما
يَجلو العُيونَ يَزيلُ كُلُ دَجنَّةِ

فيها اِبنَتَ مِن المَحامِدِ ما اِقتَضى
تَخليدَ ذِكرِكَ في قُلوبِ الأُمَّةِ

إِن كُنتَ تَرحَل بِالسَعادَةِ وَالسَنى
فَبَنا لِبُعد ضِياكَ أَعظَمُ حرقَةِ

لَكَ في مَقامِكَ بَهجَةٌ وَتَنعُّمٌ
وَعَلى خَليلكَ حَسرَةٌ في حَسرَةِ

قَد قامَ ما بَينَ المَسَرَّةِ وَالأَسى
يَشكو وَيَشكُر حامِداً لِلقُدرَةِ

لَما راءَكَ مَليكَنا ذا هِمَّةٍ
تَشفي الفُؤاد بِكَشفِ كُلِّ ملَّمةِ

وَلّاكَ في القُدسِ الشَريف مُعظَّماً
يا كَعبَةَ الفَضلِ الحَميدِ الشهرَةِ

وَغَدا يُنادي بِالعِباد مُؤَرِّخاً
أَنا حارِسُ الحَرَمِ المَنيعِ بِعزَّةِ