وَفاءُ ثَناكَ لَيسَ لَهُ سَبيلُ - خليل الخوري

وَفاءُ ثَناكَ لَيسَ لَهُ سَبيلُ
وَفَخرُكَ في البِلادِ لَهُ حَجولُ

وَأَنتَ بِذُروة العليا هِمامٌ لَهُ
قَرَّ الفطاحِلَةُ الفُحولُ

سَطَوتَ عَلى الزَمان فَصارَ عَبداً
تَصَرّف أَمرَهُ وَهُوَ الذَليلُ

لِذاتكَ في العُلى فَضلٌ جَسيمٌ
وَما بَينَ المَلا لُطفٌ نَحيلُ

تُحبُّ الكُلَّ مالَكَ مِن عَدوٍّ
يَسوءُ قَلىً إِذا اِبتَهَجَ الخَليلُ

رَأَيتُكَ مالِكاً لِلمالِ لَكن
يُبدِّدُ مالَكَ الكَرَمُ الجَليلُ

حَلَلتَ بِهامِ مَصرٍ مُستَعزّاً
وَشَخصكَ في القُلوبِ لَهُ حُلولُ

ثِبتَّ بِأُفقِها تَحيي البَرايا
وَفكركَ في شَوارِعها يَجولُ

تَدَبرُ تَحتَ ظلِّ عَزيزِ مَصر
أُموراً مِنكَ يَشمَلَها الجَميلُ

رَأَكَ المَجدُ في الأَبراجِ بَدراً
بِمنزلهِ السُعودُ لَها نَزولُ

فَنادى قامَ في العَلياء ارّخِ
بِحَزمٍ حافظُ المالِ النَبيلُ