إِلى المَجلس العالي دَعتكَ المَسائِلُ - خليل الخوري

إِلى المَجلس العالي دَعتكَ المَسائِلُ
فَقُم لِلمَعالي فَهِيَ عَنكَ تَسائَلُ

أَفض في ذَراهُ نور حَزمك طالَما
دَعاكَ لِكَشف الخَطب وَهُوَ يُناضِلُ

لَئن كُنتَ قَد فارَقتهُ مُدَةً فَما
بِذَلِكَ بدعٌ قَد تُمَلُّ المَنازِلُ

وَما الحَملُ الأَعلى إِلى الشَمس دائِماً
مَقَرٌّ بِهِ جَيش الأَشِعَةِ نازِلُ

كَذاكَ يَعود البَدر بَعد غِيابِهِ
وَلَكن هِلالاً لِلعُلى وَهُوَ ناحِلُ

وَأَنتَ لَنا في الكَون بَدرُ جَلالَةٍ
أَعيد إِلى آفاقِهِ وَهُوَ كامِلُ

فَأَحيي نُفوس الناس إِنَّكَ طالَما
أَفَضتَ لَنا الأَلطاف وَالخَلق ناهِلُ

وَدَع منهل الإِحسان يَجري عَلى المَلا
فَقَد ظَمأوا وَالكَون لِلفَضلِ سائِلُ

أَيا واحد الدُنيا وَيا بَطَل العُلى
وَيا هام مَجدٍ كَلَلتَهُ الفَضائِلُ

لِفكركَ في لَيل المَشاكل صارِمٌ تَلمَعَ
مِنهُ تَستَعيزُ المَشاكِلُ

قَد اِفتَخَرت فيكَ المُلوك مَقَرّةً
بِفَضلِكَ وَأَنجَرَّت إِلَيكَ القَبائِلُ

وَقَد لِحتَ في دار السَعادة كَوكَباً
بِهِ السَعدُ وَالإِقبالُ لِلكَون شامِلُ

رَأَكَ مَليكُ المَجد بَينَ رِجالِهِ
حُساماً عَلَيهِ لِلفَخار حمائِلُ

وَلَما رَأهم في أَثير سَمائِهِ
بُدوراً تُنير الأُفقِ وَهِيَ كَوامِلُ

دَعاهُم لِأَبراجِ المَعالي مُؤرِخاً
فَعادَ إِلى صَدرِ الرِياسَة كامِلُ