لِذاتِكَ المَجد في العَلياءِ يَنتَسِبُ - خليل الخوري

لِذاتِكَ المَجد في العَلياءِ يَنتَسِبُ
وَفي مَقامَكَ باهي العِلمُ وَالأَدَبُ

بِكَ إِزدَهى الآن وَجهُ الشامِ مُبتَهِجاً
وَفاضَ لَما حَلَلتَ الأُنسُ وَالطَرَبُ

ما زِلتَ تَهدي السَنى لِلشَرقِ مُبتَسِماً
حَتّى تلمعَ في أَبوابِهِ الذَهَبُ

سوريَةُ اليَومَ بِالأَفراحِ رافِلَةٌ
تَكادُ تَرقُصُ لَو لَم يُغلَب الأَدَبُ

نادَتكَ لَما اِبنتَ اللُطفِ عَن كَرَمٍ
يا مُخلِصَ الحُبِّ أَنتَ القَصد وَالطَلَبُ

قَد أَنزَلَتكَ المَعالي هامَ عِزَّتِها
فَكُنتَ أَسعَدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ

شَيدتَ مَجدكَ في الدُنيا بِأَربَعَةٍ
الفَضلُ وَالحلمُ وَالإِقدامُ وَالحَسَبُ

قَد رَقَّ لُطفُكَ لا يَبقى عَلى كَبدٍ
كَأَنَّهُ ساحِرٌ لِلقَلبِ يَجتَذِبُ

نَراكَ في قُطرنا تاجاً يُزَينهُ
وَكَوكَباً لِأَثيرِ المُلكِ يَنتَسِبُ

وَسامَ مَجدٍ محلى بِالجَواهِرِ
قَد جادَت بِهِ التُركُ فَإِمتازَت بِهِ العَرَبُ

وَفي يَراعكَ أَسرارٌ مُنَوَّعَةٌ
تَجلو رُموزَ مَعانٍ كُلَها عَجَبُ

عِمادُ فَضلٍ عَلَيهِ رايَةٌ نُشِرَت
في الأُفقِ لِلحِكمة الغَراءِ تَنَتَصِبُ

مكفلٌ بِنِظامِ المُلكِ مُنتَهِلٌ
مِن خَمرَةِ الحَقِ حَيثُ الرُشدُ يَنسَكِبُ

لَو لَم تَكُن أَسكَرتَهُ وَهِيَ تَنهَلَهُ
ما كانَ في الطُرسِ يَجري وَهُوَ يَضطَرِبُ

وَفي يَمينِكَ سَيفٌ ضاءَ مُنَطَبِعاً
مِن جَوهَرِ البَرقِ مَطبوعاً بِهِ اللَهَبُ

حَذار يا زُمرَةَ الطاغين مضرَبَهُ
إِن الصَواعِقَ مِن آثارِها العَطبُ

يَعلو فَتىً رُحتَ بِالأَنظارِ تَشمَلَهُ
كَأَنَّهُ لِنُجوم الأُفقِ مُنجَذِبُ

شُكراً لِفَضلِكَ قَد أَحييتَ ذا أَمَلٍ
بِفَيضِ حِلمِكَ أَنتَ المِنهَلُ العَذبُ

نادَيتُ بِإِسمِكَ يَبدُو بِالتَيَمُنِ لي
فَقُلتُ أَسعَدُ حَيثُ السَعدُ وَالأَرَبُ