أَرى الأَقداحَ تعثرُ بِالقَناني - خليل الخوري

أَرى الأَقداحَ تعثرُ بِالقَناني
وَروحَ الراحِ تَعبَثُ بِالجِنانِ

تَصِفُّ نَجومَها جُنداً يُحامي
حِماً قَد قامَ فيهِ الفرقدانِ

كانَّ كُؤسَها نُصِبَت حِراباً
تَسلّم حَيثُ لاحَ النيرانِ

وَفي الأَلباب نَشأتها اِستَدارَت
وَبي سُكرٌ بِغَيرِ طَلا الدَنانِ

فَلِلأَنوارِ بِالأَنظار فَتكٌ
بِهِ تَسبى العُيونُ لَدى العَيانِ

تَحجَّب في السَماءِ البَدرُ لَما
بَدا القَمران في هَذا المَكانِ

مُشيراً المَجد دَرويش المُفَدّى
وَأَسعَد مُخلِصٌ فَرد الزَمانِ

مُشيرٌ لِلجُنود بِهِ اِستَعَزَت
يَمد عَلى العُلى عَلَمَ الأَمانِ

وَوالٍ لِلرَعيةٍ قَد تَرَدّى
مِن الإِخلاصِ أَشرَفَ طيلَسانِ

أَفاضا مِن أَثير المَجد فَضلاً
يُطَوِّقُ كُلَ جيدٍ بِالجُمانِ

وَحِلماً يَغمُرُ الآفاقَ لُطفاً
وَأُنساً رَقَّ يُفرِجُ كُلَ عانِ

وَحَزماً قامَ يَدفَعُ كُل خَطبٍ
وَرَأَياً دونَهُ السَيف اليَماني

أَلا يا أَيُّها العلمان شُكراً لَما
مَنَحتَهُ هتان اليَدانِ

خَليل عَلاكُما في الكَون أَضحى
يُتَرجِمُ عَن فِعالِكما الحِسانِ

وَيُطلِقُ بِالنِيابَة كُل يَومٍ
لِسان الشُكر عَن أَهل الزَمانِ