كَمالٌ أَنتَ كاِسمكَ يا كَمالُ - خليل الخوري

كَمالٌ أَنتَ كاِسمكَ يا كَمالُ
ففي ما الان يمدحُكَ المَقالُ

يكللكَ الوقارُ وَأَنتَ تاجٌ
إِلى العليا وَيَصحبكَ الجَلالُ

رَأَيتكَ في العُلى سَيفاً صَقيلاً
قَد إِزدانَت بِجَوهَرِهِ الرِجالُ

عَركتَ الدَهرَ حَتّى صارَ عَبداً
لَدَيكَ لَهُ اِنقيادٌ وَاِمتِثالُ

لَكَ الظَفرُ العَظيمُ بِكُلِ فَخرٍ
إِذا اِنعَقَد الرِهانُ أَو الجِدالُ

إِذا ما المَجد طافَ يُريد ذاتاً
يَلوذُ بِها فَأَنتَ لَهُ مَآلُ

لِكُلِّ حَميدَةٍ فيكَ اِتِصالُ
وَما لِفَضيلَةٍ عَنكَ اِنفِصالُ

دَعاكَ العِلمُ تَحييهِ خَبيراً
فَما لَكَ في سِوى العِلمِ اِشتِغالُ

رَأَيتُكَ لِلمَعارِفِ بَحرَ فَضلٍ
يَفيضُ عَلى المَلا مِنهُ الزُلالُ

وَمِصباحُ التَمَدُنِ لِلبَرايا
بَدا بِيَديكَ يَظهرهُ اِشتِعالُ

حَرَقتَ الجَهلَ فيهِ تَبينُ نوراً بِهِ
مُحِقَ التَهورُ وَالضَلالُ

لَدَيكَ مَنابِعُ التَهذيب فاضَت
فَطابَ بِها إِلى الكَون اِنتِهالُ

يَراعكَ يا همام حُسامُ حَقٍّ
إِذا ما صالَ نُكِّستِ النِصالُ

تَعشَّقَتِ العِبادُ بَياضُ طُرسٍ
يَسوِّدهُ كَما عُشِقَ الجَمالُ

فَيُسكرهم وَلَكن سكر رُشدٍ
وَيَسحرهم وَسِحرُهم حَلالُ

بِباب عُلاكَ قَد راقَبتُ صُبحاً
مِن الآمال يَعقبهُ النَوالُ

أَرى بِكَ حُبَّ خَيرِ الناس طَبعاً
وَمِثلُكَ مَن تَلوذُ بِهِ الرِجالُ