جادَ الفُؤادُ فَلا جَرَم - خليل الخوري

جادَ الفُؤادُ فَلا جَرَم
شُكراً عَلى تِلكَ النِعَم

أَهدى إِليَّ شَعاعُهُ
نُوراً بِهِ تَمحى الظَلم

فَأَنالَ أَعظَمَ منَّة
مِن فَيضِ هاتيكَ الهِمَم

يا صَدرَ دَولِتِنا الَّذي
أَهدى الهُدى وَبِهِ اِعتَصَم

يا راس عَسكَرِها الَّذي
عَضدَ الحُسامُ بِهِ القَلَم

قَد جاءَ أَمرُكَ مُحسِناً
فَإِبانَ سَعدي وَابتَسَم

يَجلو إِليَّ إِرادَةً
في مِثلِها يَحيى النَسم

مِن حلمِ سُلطان العَلي
رَبِّ المَراحِمِ وَالكَرَم

فَضلٌ بِهِ وَاليَتني
فَازالَ سَقي وَالأَلَم

طَرَزتُ فيهِ صَحيفَتي
فَغَدَت بِشُهرَتِها علم

ما زالَ لُطفَكَ شامِلاً
حَتّى التَفَتَ إِلى عَدَم

فَعَلَوتُ فَوقَ مَراتِبي عَجَباً
وَتَهتُ عَلى شِمَم

وَأَنا بِظلكَ واقِفٌ
لي تَحتَهُ خيرُ القسم

لي في ذُراكَ تَعلقٌ
فيهِ اِفتَخَرَتُ عَلى الأُمَم

مَن كانَ مثلي لائِذاً
بِحِماكَ تَحييهِ النِعَم