أَنتَ الَّذي تَحيي البِلادَ حَليما - خليل الخوري

أَنتَ الَّذي تَحيي البِلادَ حَليما
فَاهدِ السُعودَ إِلى العِبادِ كَريما

يا اِبنَ الَّذي شَهِدَ الزَمانُ لِفَضلِهِ
فَيا أبانَ يَجلُّهُ تَعظيما

ذاكَ العَليُّ مُحَمدُ الفَردُ الَّذي
أَحيى التَمدنَ يَنشُرُ التَعليما

هَل تَذكُرنَّ عَلى البعادِ تَلَطُفاً
عَبداً عَلى عَهدِ الخُلوصِ مُقيما

إِن لَم تُطِل شَرَفتَ الإِقامَةِ عِندَنا
فَلَقَد أَقَمتَ لَنا الفَخارَ قَويما

أَحيى حُلولُ رِكابك الشامَ الَّتي
لَبِسَت بِزورِتكَ الجَلالَ أَديما

وُرُؤسُ لُبنانَ المُلامسةُ السَما
خُفِضَت أَمامَكَ تَظهَرُ التَكريما

قَد زُرتُهُ مِن مَصر تَسكُبُ فَوقَهُ
نيلاً مِن الفَضلِ المُبين عَميما

وَبِكُل رابِيَةٍ جَعَلَت لِفَخرِهِ
هَرَماً مِن الشرف الرَفيعِ عَظيما

وَكَسَوتَهُ حللَ الأَشعَّةِ فَاِزدَهَت
تِلكَ الحَصى فيهِ تَظنُّ نُجوما

لَولا مَهابتكَ العَظيمةُ فَوقَهُ
رقصَ الجَمادُ يَجوّدُ التَرنيما

أَخُلاصةَ الحلم المفيض عَلى المَلا
لُطفاً بِهِ يَشفي الفُؤادَ كَليما

لاذَت بِساحَتِكَ الأَعاظِمُ تَرتَجي
لَحظاً شَريفاً لِلهَناءِ مُديما

سُلِبَت بِمَنظَركَ العُقولُ وَقَد رَأت
مَجدَ العُلى اِتخَّذَ الوَداعَةَ سِيَما

أَلبَستَ عَصراً أَنتَ كَوكَبُ فَخرِهِ
عقداً يَطوِّقُ جيدَهُ مَنظوما

بِكَ أَحدقت مقلُ البَريَّةِ تَجتَلي
وَجهاً أَنيساً بِالسُعودِ وَسِيما

أَلقاكَ تَنهَبُ كُلَ قَلبٍ في المَلا
وَلَقد عَهدتكَ تنصرُ المَظلوما

ردَّ القُلوبَ لِأَهلِها أَنتَ الَّذي
تَهِبُ السَعادَةَ وَالرَفاهَ كَريما

وَإِذا عَطفت فَخُذ فوادي إِنَّني
قَدَمتهُ وَقفاً إِلَيكَ قَديما