مَن ذا الرَقيبِ بِذا الحِما - خليل الخوري

مَن ذا الرَقيبِ بِذا الحِما
قَلبي اِكتَوى وَتَضَرَّما

ما زالَ يَرصد خِطوَتي
حَتّى ظَنَنتُ منجما

فَكَأَنَّما يا صحبتي
عَن عَينهِ عميَ العَما

وَيَظلُّ كَالبوابِ
في ذاكَ المَقامِ مخيما

مثل الخَيالِ مَلازِمي
يَنسابُ حَولي كَيفَما

فَإِذا دَخَلتُ مُسلماً
حَيّي وَبشَّ مُسلّما

مثل الضَبابَة قابَلَت
نوراً بَلَيلٍ أَظلَما

لَحظاتهُ عِندَ اللُقا
كَالسَهم فُوّق وَاِرتَمى

يا لِلمُصيبة أَنَّهُ
في جَنَتي كَجهنما

وَاليفَتي مِن سَخطِهِ
جَفلى تَحاذرى أَرقَما

مثل الغَزالة في يَدِ
الصَيادِ حَيثُ تَحَكَّما

تَخفي الغَرامَ وَطَرفَها
لِلسرِّ دار مُتَرجَما

مُذ الَزَمتُهُ يسارقُ
اللَحظاتِ أَصبَحَ مُجرِما

مَنَعَ الرِضابَ فَكَيفَ لي
اَن لا أَذوبَ مِن الظَما

وَحَلا الخطاب فَلذَّ لي
سكري بِهِ عوض اللَما

فَالعَينُ تَرتَعُ بِالبَها
وَالقَلبُ يَخبط بِالدَما

قَلبٌ أُصيبَ بِحُبِها
كَالطَير بالشركِ اِرتَمى

خودٌ تَزيَّنَ حُسنَها
بِاللُطف حَيث تَنمنما

مَلَكٌ كَريمٌ في الثَرى
قَد ضاعَ عَن طرقِ السَما

نُسبَ الجَمال لذاتها
فَاِعتَزَّ مفتخراً بِما

أَمذيبةَ الأَكباد في
حَرِّ الغَرام مُضرَّما

رِفقاً بِمغرمكِ الَّذي
خَلع العِزارَ متيَّما

سَحَقتُهُ صاعِقة الهَوى
فَأَتى إِلَيك لِيَسلَما

في وَجهِكِ الباهي يَرى
حُسن الرِضى متبسما

وَعَلى عَلى الفَرق المُنير
يَرى الرَجا مُتَوسما

رَدي لِحاظك عَن فَتى
قَبل السِهام تَكَلَما

خَلِّ النِصالَ لِمَن طَغى
وَهبي الوِصال مُسلِّما