حَسْناءُ لَكنْ نَفُورُ - خليل مطران

حَسْناءُ لَكنْ نَفُورُ
بَادٍ عَليْهَا الفُتورُ

إِذَا رَنَتْ غَارَ مِنْها
فِي الْحَيِّ عِينٌ وَحُورُ

وَإِنْ تَمِسْ فإِلَيْهَا
مُنَى النُّفُوسِ تَطِيرُ

لاَ تكْسِرُ الْجَفْنَ إِلاَّ
وَقَلْبُ صَبٍّ كَسِيرُ

وَلا تَبسَّمُ إِلاَّ
وجفْنُ باِكٍ يَمُورُ

وَلا تَلَفَّتُ إِلاَّ
وَجِيرَةُ الحَيِّ صُورُ

يَا قُرَّةً لِعُيُوِني
فِي الصَّدْرِ مِنْهَا سَعِيرُ

كَمْ جِئْتُكُم مُسْتَزِيراً
وَطَيْفُكُمْ لاَ يَزُورُ

إِنْ كانَ صَبْرِي قَلِيلاً
فَإِنَّ وَجْدِي كَثِيرُ

لَيْسَ المُحِبُّ صَدُوقاً
فِي الحُبِّ وَهْوَ صَبُورُ

يا بَدْرُ سُمِّيت بدْراً
وَأَيْنَ مِنْكَ البُدُورُ

أَيْنَ الجَمَادُ مُنِيراً
مِنْ ذِي حَيَاةٍ يُنِيرُ

أَيْنَ الصَّبَاحَةُ فِيهِ
وَأَيْنَ مِنْهُ الشُّعُورُ

أَيْنَ السَّنَى وَهْوَ شَيْبٌ
مِنَ الصِّبَا وَهْوَ نُورُ

لمْ أَنْسَ حِينَ التَقيْنَا
وَالرَّوْضُ زاهٍ نَضِيرُ

إِذِ الْعُيُون نِيَامٌ
وَاللَّيْلُ رَاءٍ حَسِيرُ

نَشْكو الغَرَامَ دِعَاباً
وَرُبَّ شَاكِ شَكُورُ

وَفِي الهَوَاءِ حَنِينٌ
مِنَ الهَوَى وَزَفِيرُ

وَلِلمِياِه أَنِينٌ
تَذُوبُ مِنْهُ الصُّخُورُ

وَلِلنَّسِيمِ حَدِيثٌ
عَلى المُرُوجِ يَدُورُ

وَلِلأَزاهِرِ فِكْرٌ
يَرْوِيهِ عَنْهَا العَبِيرُ

وَالبَدْرُ فِي الغَيْمِ يَخْفَى
آناً وَآناً يثُورُ

بِيضُ الغُيُومِ جَوَارٍ
لَدَيْهِ وَهْوَ أَمِيرُ

تَدْنُو إِلَيْهِ فَتٌلْقِي
تحِيَّةً وَتَسِيرُ

مَنَاظِرٌ رَائِعَاتٌ
مِرْآتُهُنّ الغَدِيرُ

يَدْأَبْنَ مُبْتَدِعَاتٍ
وَدَأْبُهُ التَّصْويرُ

لَهْفِي عَليْهِ زَمَاناً
وَلَّى فَوَلَّى السُّرُورُ

مَضَى قَصِيراً وَلكِنْ
لِلسَّعْد عَهْدٌ قَصِيرُ